هل الإصلاح اللوثري ضرب أسس الإيمان المسيحي؟
في أكتوبر ٢٠١٧ عقد مؤتمر لأساقفة إيطاليا يناقش السنوات الـ 500 للإصلاح البروتستانتي, ومدى جديته ونتائجه على الحياة المسيحية!!
وقد اعلن المونسنيور “نونسيو غالانتينو”، مدير عام المؤتمر: “إن الإصلاح اللوثري كان ولا يزال “حدث أطلقه الروح”. وكان الأسقف قد أشار الى ان اصلاح لوثر يتطابق مع حقيقة عبرت عنها عبارة: Ecclesia semper reformanda
† فهل حقاً كان الإصلاح البروتستانتي مفيداً لتقدم الحياة المسيحية, أم إنه فشل في أهدافه ليضل الطريق؟!!
وقد جاء الرد على المونسنيور من الكاردينال “بييترو بارولين”، يوم ٢٥ أكتوبر ٢٠١٧، حيث أكد: ان “أستمراريّة التجديد” ضرورة لتجدد الكنيسة وإلا لما تمكنا من إصلاح البيئة الكنسية كما ينبغي.
وأشار الكاردينال الى ان على التطور العقائدي في الكنيسة ان يكون “متجانساً وان ينطلق من اهتداء من القلب” في إتباع المسيح, وليس مجرد أبتكارات لفظية فلسفية تنسب للحياة الروحية ظلماً وبهتاناً.
وشدد على ان الإصلاح داخل الكنيسة مسار طاعة وتواضع لا تمرد, ولذلك يصعب جداً التحدث عن “ثورة” داخل الكنيسة, وهو مصطلح يُخصص في المسيحيّة للإشارة الى إصلاح المسيح لعطب الطبيعة الإنسانية وثورته ضد الشيطان ليزيل ملكه على قلوب البشر, هذه هي الثورة الوحيدة الموجودة في المسيحية “ثورة الروح”.
† إذاً لا مجال في كنيسة المسيح التحدث عن “ثورة العصيان“!!!
وكان الكاردينال “جيرار مولر”، العميد الفخري لمجمع عقيدة الإيمان قد تحدث عن هذا الفارق الكبير بين “الإصلاح والثورة” في مقال نشرته صحيفة La Nuova Bussola Quotidiana.
† فاعتبر انه ومن وجهة نظر الكنيسة، لا يمكن اعتبار ما قد فعله مارتن لوثر إصلاحاً بل “ثورة عصيان” أي تغيير تام في أسس الإيمان المسيحي.
† إلا إنه من الواجب “إصلاح الكنيسة دوماً” أي إضافة خبرات حياة متجددة كل يوم.
وأضاف: “حتى بعد إنتهاء عصر مارتن لوثر الكنيسة تحتاج اليوم إلى التجديد والإصلاح, وإنه لا يوجد إنسان قادر على إصلاح وتجديد الكنيسة, فالله وحده هو القادر على تحقيقه بسكناه المتجددة في نفوس المؤمنين به”.
Share this content:
إرسال التعليق