×

التفرقة البروتستانتية بين الإيمان والعقيدة؟!!

التفرقة البروتستانتية بين الإيمان والعقيدة؟!!

التفرقة البروتستانتية بين الإيمان والعقيدة؟!!

سؤال: يتردد بمهارة اللص بالخداع والغش ليقوم بسلبك أعز ما تملك!! فيقول:

– (يجب على المؤمن الحقيقي أن يفرق بين الإيمان والعقيدة. فالإيمان يخص رب المجد الذي يهبه لنا, وبين العقيدة التي صاغتها الكنيسة لشرح هذا الإيمان.)

ومن الوهلة الأولى يبدو أن السائل حسن النية, ولكن للأسف سؤال يحمل ما يحمل من نتاج قلب السائل لتدمير ما تبقى من حياة القداسة.

† سؤال لم يكن موجوداً منذ خمسمائة سنة, إنه سؤال العصر البروتستانتي الفلسفي الذي يعيشه المجتمع الكنسي الغربي منذ ثورة الإصلاح في القرن السادس عشر.

سؤال يكشف الحقيقة كاملة بلا رياء وكذب, سؤال ينطق بالمستوى الروحي الذي وصلنا إليه دون أختبار حقيقي.

سؤال يصرخ بفلسفة العالم الذي لا يعرف سوى المصطلحات وفصل بعضها عن بعض, ليسهل تفتيت المصطلح الغير مرغوب في وجوده فيما بعد, ليفتت ويعدم ذلك المصطلح الصامد الصامت بكل دم بارد!!

 خداع فصل المصطلحات

الإيمان الوهمي المتجرد من الواقع

هناك وللأسف كلام كثير ينتشر في وسائل الإتصال اللاجتماعي، يعتمد علي ذات أسلوب ثورة الإصلاح في القرن السادس عشر، عن طريق فصل المصطلحات بعضها عن بعض، حتى تكون سهلة الأغتيال والإدراك منذ الوهلة الأولى لقرائتها، لتكون كشرك وفخ لتحطم حياتنا الفعلية الواقعية في المسيح يسوع.

?ولكشف خداع فصل المصطلحات الذي لهذه الطريقة العقلية البحته، سهل للغاية بأكثر مما نتصور، كل ما علينا هو:

مقارنة ما يقال من الكلام العقلي بالتاريخ الفعلي الطويل الذي للحياة المسيحية، والذي قد تعدى الآن العشرون قرناً من الزمان، لنكتشف على الفور وهمية خداع هذه الفذلكات العقلية، والتى ليس لها أي سند في الواقع اليومي المعاش بالإيمان الموهوب لنا من الله.

فلنبدأ إذا معاً في كشف خداع فلسفات متفلسفي الإيمان بالباطل، والذي قد بدأ منذ ثورة الإصلاح بصورة محطمة للحياة المسيحية في الغرب بكل قوة، عن طريق فصل المصطلحات لتجريدها من الواقع، لخداع الناس بفلسفة الكلام الخارج بل المضاد للواقع المسيحي المعاش:

☘  أولاً: الحقيقة كما كانت منذ البدء

فالإيمان والمعتقد وحدة واحدة, لا يمكن على الإطلاق فصلهما عن بعضهما عن بعض:
+ (أع 26:8-38):

((26 ثُمَّ إِنَّ مَلاَكَ الرَّبِّ كَلَّمَ فِيلُبُّسَ قِائِلاً: «قُمْ وَاذْهَبْ نَحْوَ الْجَنُوبِ، عَلَى الطَّرِيقِ الْمُنْحَدِرَةِ مِنْ أُورُشَلِيمَ إِلَى غَزَّةَ الَّتِي هِيَ بَرِّيَّةٌ»

27 فَقَامَ وَذَهَبَ. وَإِذَا رَجُلٌ حَبَشِيٌّ خَصِيٌّ، وَزِيرٌ لِكَنْدَاكَةَ مَلِكَةِ الْحَبَشَةِ، كَانَ عَلَى جَمِيعِ خَزَائِنِهَا. فَهذَا كَانَ قَدْ جَاءَ إِلَى أُورُشَلِيمَ لِيَسْجُدَ. 

28 وَكَانَ رَاجِعًا وَجَالِسًا عَلَى مَرْكَبَتِهِ وَهُوَ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ. 

29 فَقَالَ الرُّوحُ لِفِيلُبُّسَ: «تَقَدَّمْ وَرَافِقْ هذِهِ الْمَرْكَبَةَ». 

30 فَبَادَرَ إِلَيْهِ فِيلُبُّسُ، وَسَمِعَهُ يَقْرَأُ النَّبِيَّ إِشَعْيَاءَ، فَقَالَ: «أَلَعَلَّكَ تَفْهَمُ مَا أَنْتَ تَقْرَأُ؟» 

31 فَقَالَ: «كَيْفَ يُمْكِنُنِي إِنْ لَمْ يُرْشِدْنِي أَحَدٌ؟». وَطَلَبَ إِلَى فِيلُبُّسَ أَنْ يَصْعَدَ وَيَجْلِسَ مَعَهُ. 

32 وَأَمَّا فَصْلُ الْكِتَابِ الَّذِي كَانَ يَقْرَأُهُ فَكَانَ هذَا: «مِثْلَ شَاةٍ سِيقَ إِلَى الذَّبْحِ، وَمِثْلَ خَرُوفٍ صَامِتٍ أَمَامَ الَّذِي يَجُزُّهُ هكَذَا لَمْ يَفْتَحْ فَاهُ. 

33 فِي تَوَاضُعِهِ انْتُزِعَ قَضَاؤُهُ، وَجِيلُهُ مَنْ يُخْبِرُ بِهِ؟ لأَنَّ حَيَاتَهُ تُنْتَزَعُ مِنَ الأَرْضِ» 34 فَأَجَابَ الْخَصِيُّ فِيلُبُّسَ وَقَالَ: «أَطْلُبُ إِلَيْكَ: عَنْ مَنْ يَقُولُ النَّبِيُّ هذَا؟ عَنْ نَفْسِهِ أَمْ عَنْ وَاحِدٍ آخَرَ؟»
35 فَفَتَحَ فِيلُبُّسُ فَاهُ وابْتَدَأَ مِنْ هذَا الْكِتَابِ فَبَشِّرَهُ بِيَسُوعَ.
36 وَفِيمَا هُمَا سَائِرَانِ فِي الطَّرِيقِ أَقْبَلاَ عَلَى مَاءٍ، فَقَالَ الْخَصِيُّ: «هُوَذَا مَاءٌ. مَاذَا يَمْنَعُ أَنْ أَعْتَمِدَ؟».
37 فَقَالَ فِيلُبُّسُ: «إِنْ كُنْتَ تُؤْمِنُ مِنْ كُلِّ قَلْبِكَ يَجُوزُ». فَأَجَابَ وَقَالَ: «أَنَا أُومِنُ أَنَّ يَسُوعَ الْمَسِيحَ هُوَ ابْنُ اللهِ».
38 فَأَمَرَ أَنْ تَقِفَ الْمَرْكَبَةُ، فَنَزَلاَ كِلاَهُمَا إِلَى الْمَاءِ، فِيلُبُّسُ وَالْخَصِيُّ، فَعَمَّدَهُ.))

هنا لا فصل على الإطلاق بين الإيمان والمعتقد، بشارة فيلبس للخصي بالمعتقد قد سبقت معموديته، فقد شرح فيلبس للخصي كل نبوءة أشعياء عن المسيا وتحققها في يسوع المسيح, إنه درس عقيدي على أعلى مستوى من اللاهوت, ليضعه فليبس شرطاً لمعمودية الخصي, إن كان يؤمن من كل القلب بما قد بشره به من معتقد إيماني.

وهكذا بالفعل الواقعي كانت حياة الكنيسة الأولى، فخورس الموعوظين شاهد صادق على أن آبائنا لم يسمحوا للموعوظين بان يعتمدوا قبل أن يكتمل نضج أعتقادهم العقلي بإيمان يسوع المسيح، هكذا قد تعاملت وعاشت الكنيسة دون أدنى فصل بين الإعتقاد والإيمان!

أما كارثة ضلال الأيام الأخيرة، التي بخداع الشيطان لنا, بأن نفصم الأعتقاد العقلي الجسدي عن وحدته الدائمة مع إيمان الروح، ليسهل علي عدو الخير أغتصاب كل ما للجسد فيما بعد، لصالح حياة جسدية بحتة، تعمل لحساب الشيطان الخاصة بحسب أهوائه الخاصة، ليعلن تمكنه من تحطيم وحدة خلقة الإنسان (الروح والجسد) كما أرادها الله!!

 ثانياً: الفصل الفلسفي للإيمان عن المعتقد:

يحاول هنا الكاتب المتفلسف المحترم أن يفصل بينهما دون أن يسوق لنا دليلاً تاريخياً واحداً فقط من آباء الكنيسة ليؤكد به ما قد أشاعه بلسان الكنيسة. فكما رأينا .. فالإنحيل لم يذكر هذا الفصل الفلسفي التعسفي بين الإيمان والمعتقد، لأن كون الإيمان هبة وعطية من الله لا يعني هذا على الإطلاق فصله عن ما نعتقده!

لأن العقل الجسدي هو أيضاً هبة من الله، بل قل إن كل ما في حياتنا الروحية والجسدية هما على قدم المساواة في الشراكة معاً الغير مفصولة، لأنها إرادة الله أن يخلقهما معاً بدون فاصل زمني، فالروح قد خلقت مع الجسد في ذات الزمن، فلم يسبق أحدهما الآخر، ليقوم الله بالتعامل مع الروح بالإيمان، ليتأخر بتعامله بالأعتقاد العقلي فيما بعد الإيمان الموهوب بالروح!!

لأن هذه المقولة الغريبة الفاصلة بين الإيمان والعقيدة, كما ولو كانت تحاول أن تقر ترتيباً آخر غير حكمة الله المطلقة بخلقته للروح مع الجسد في ذات الوقت، لأنهما معاً هما هبة من الله لنا، ليتعامل هو معنا في وحدة واحدة كإنسان موحد، بلا أدنى فصل بين أجزاء تركيب الإنسان بحسب التشريح البشري الغير عادل، لأن الإنسان كما خلقه الله وحدة واحدة لا فصل فيها، فهذه هي إرادة الله العليا، أن يتعامل مع روح الإيمان والأعتقاد العقلي الجسدي معاً بلا فاصل بينهما.

وإرادة الله في خلقة الإنسان لا تدعنا بل تمنعنا أن نفصل بين أجزاء خلقة الإنسان بعضهما عن بعض. بالضبط كفصلنا لأعضاء الجثث في المشرحة، الذي لا يمكننا أن ندعي بأن تلك الأجزاء المفصولة بعضها عن بعض هي الإنسان!!

هذا هو الخداع الفلسفي المتحذلق بفصل أجزاء حياتنا في المسيح يسوع، بفصل ما قد وهب لنا من إيمان بالروح القدس عن ما نعتقده بعقولنا في الجسد، وهذا يعطي وللأسف إمكانية للحديث عن الحياة الجسدية بعيداً عن ما وهب لنا بروح الرب في معمودية الجسد، والتي يتضح تماماً بأننا نقبل المعمودية في أجسادنا أيضاً, وليس بأرواحنا فقط!

فهذه هي هي كارثة الغرب في الحياة المسيحية منذ الإصلاح البروتستانتي الفلسفي, الذي نقل من آراء الفلاسفة الكثير والكثير دون وعي روحي حقيقي, حتى هدم الحياة المسيحية في الواقع المعاش بالجسد تماماً!

أما أن يقال بأن الإيمان يعمل بعيداً عن إدراك الإنسان العقلي، فهذا خلط يؤدي بنا لكارثة واقعية في الحياة المسيحية. فهل لا يكفي التاريخ كشاهد أمين على صدق وحدة المعتقد العقلي مع الإيمان.

وهل يمكن لكاتبنا الهمام أن يأتي بدليل من الإنجيل أو من الآباء الكبار الشرقيين، ليوثق ويؤكد به إدعائه العقلي، لنتأكد معه بأن حياة آبائنا كانت تفصل بين الإيمان والمعتقد!

برجاء مراجعة ما قد كتبه كل أباء الكنيسة الأرثوذكسية في العصر الحديث أو القديم، من أمثال:
ق. البابا أثناسيوس الرسولي, أو ق. كيرلس الكبير, أو البابا شنودة الثالث أو الأب متى المسكين، الذي لم يظهر لأحد منهم في كل ما كتبوا .. هذا الفصل التعسفي العقلي الفلسفي بين معتقد العقل الجسدي وبين إيمان الروح، ﻷن الكنيسة بطقس المعمودية التي تهبنا عن طريقه الإنسان الجديد بحسب أعتقادنا الإيماني، لا تترك المعمد أن يخرج من الكنيسة دون أن يتناول من الأفخارستيا لضمان تجديد الإرادة في الحياة المقدسة بأستمرار تناوله من الجسد المقدس.
لذا نرجوا أن تكون الحياة المسيحية الكاملة هي المقياس والقياس لما نكتب، تاركين الفذلكات والخذلقات العقلية لمن هم خارج عن حياة الكنيسة، ولا ان نقوم بأستيراد نتاج من فلسفات العقل الخارج عن الحياة المسيحية الحقيقية.

——————–

موضوع مكمل من .. الأب متى المسكين

في عرض شيق ودقيق لاهوتياً وأختبارياً

↓↓ أضغط على الصورة ↓↓

جزء من الفارق بين المنهج الأرثوذكسي والبروتستانتي؟‍‌‍!!

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed