هل المؤمن يهلك؟! (3)
هل المؤمن يهلك (3)
+ “6 وَأَمَّا الْمَسِيحُ فَكَابْنٍ عَلَى بَيْتِهِ. وَبَيْتُهُ نَحْنُ إِنْ تَمَسَّكْنَا بِثِقَةِ الرَّجَاءِ وَافْتِخَارِهِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ. 7 لِذلِكَ كَمَا يَقُولُ الرُّوحُ الْقُدُسُ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ 8 فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ، يَوْمَ التَّجْرِبَةِ فِي الْقَفْرِ 9 حَيْثُ جَرَّبَنِي آبَاؤُكُمُ. اخْتَبَرُونِي وَأَبْصَرُوا أَعْمَالِي أَرْبَعِينَ سَنَةً. 10 لِذلِكَ مَقَتُّ ذلِكَ الْجِيلَ، وَقُلْتُ: إِنَّهُمْ دَائِمًا يَضِلُّونَ فِي قُلُوبِهِمْ، وَلكِنَّهُمْ لَمْ يَعْرِفُوا سُبُلِي. 11 حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 12 اُنْظُرُوا أَيُّهَا الإِخْوَةُ أَنْ لاَ يَكُونَ فِي أَحَدِكُمْ قَلْبٌ شِرِّيرٌ بِعَدَمِ إِيمَانٍ فِي الارْتِدَادِ عَنِ اللهِ الْحَيِّ. 13 بَلْ عِظُوا أَنْفُسَكُمْ كُلَّ يَوْمٍ، مَا دَامَ الْوَقْتُ يُدْعَى الْيَوْمَ، لِكَيْ لاَ يُقَسَّى أَحَدٌ مِنْكُمْ بِغُرُورِ الْخَطِيَّةِ. 14 لأَنَّنَا قَدْ صِرْنَا شُرَكَاءَ الْمَسِيحِ، إِنْ تَمَسَّكْنَا بِبَدَاءَةِ الثِّقَةِ ثَابِتَةً إِلَى النِّهَايَةِ، 15 إِذْ قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ، كَمَا فِي الإِسْخَاطِ». 16 فَمَنْ هُمُ الَّذِينَ إِذْ سَمِعُوا أَسْخَطُوا؟ أَلَيْسَ جَمِيعُ الَّذِينَ خَرَجُوا مِنْ مِصْرَ بِوَاسِطَةِ مُوسَى؟ 17 وَمَنْ مَقَتَ أَرْبَعِينَ سَنَةً؟ أَلَيْسَ الَّذِينَ أَخْطَأُوا، الَّذِينَ جُثَثُهُمْ سَقَطَتْ فِي الْقَفْرِ؟ 18 وَلِمَنْ أَقْسَمَ: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتَهُ»، إِلاَّ لِلَّذِينَ لَمْ يُطِيعُوا؟ 19 فَنَرَى أَنَّهُمْ لَمْ يَقْدِرُوا أَنْ يَدْخُلُوا لِعَدَمِ الإِيمَانِ.” عب 6:3-19.
هنا يشرح بولس الرسول كيف سقط شعب اسرائيل في البرية بعد ان عبروا البحر الأحمر الذي هو مثال المعمودية, إلا إنه يتخطي أحداث أسرائيل الماضية ليطبق النتائج والدروس المستفادة من تجربة أستمرت أربعون عاماً على واقع حياة المؤمنين في العهد الجديد دون أدنى خجل من عدم ملائمة دروس العهد القديم لتطبق على عهد النعمة والخلاص. لاحظ الفكر الكرازي المرتبطة جميع حباته دون أن تسقط حبه منه, لنتعلم:-
(1) التمسك بثقة الرجاء ثابتة إلى النهاية. (2) إمكانية الأرتداد عن الإيمان بقلب شرير. (3) بالرغم من معاينة أعمال الله إلا أن القلب قد يستمر فى قساوته. (4) فحص الذات ومدى قوة رجاءها بموعظة مستمرة كل يوم. (5) المؤمن معرض لقساوة قلب بغرور الخطية. (6) نحن شركاء المسيح إن _وفقط إن_ تمسكنا ببداءة الثقة ثابتة إلى النهاية. (7) عدم طاعة الوصية في الإيمان يحول دون الدخول لراحته. (8) وأخيرا نتأكد بأنهم لم يدخلوا لعدم إيمانهم, فحكمنا بعدم إيمانهم جاء كنتيجة طبيعية لعدم توافر أي عمل صالح لهم. هنا لا يمكننا حقاً أن نفصل بين العمل والإيمان, لأن عدم وجود العمل الصالح جاء دليلاً على عدم الإيمان.
+ “1 فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ! 2 لأَنَّنَا نَحْنُ أَيْضًا قَدْ بُشِّرْنَا كَمَا أُولئِكَ، لكِنْ لَمْ تَنْفَعْ كَلِمَةُ الْخَبَرِ أُولئِكَ. إِذْ لَمْ تَكُنْ مُمْتَزِجَةً بِالإِيمَانِ فِي الَّذِينَ سَمِعُوا. 3 لأَنَّنَا نَحْنُ الْمُؤْمِنِينَ نَدْخُلُ الرَّاحَةَ، كَمَا قَالَ: «حَتَّى أَقْسَمْتُ فِي غَضَبِي: لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي» مَعَ كَوْنِ الأَعْمَالِ قَدْ أُكْمِلَتْ مُنْذُ تَأْسِيسِ الْعَالَمِ. 4 لأَنَّهُ قَالَ فِي مَوْضِعٍ عَنِ السَّابعِ هكَذَا: «وَاسْتَرَاحَ اللهُ فِي الْيَوْمِ السَّابعِ مِنْ جَمِيعِ أَعْمَالِهِ». 5 وَفِي هذَا أَيْضًا: «لَنْ يَدْخُلُوا رَاحَتِي». 6 فَإِذْ بَقِيَ أَنَّ قَوْمًا يَدْخُلُونَهَا، وَالَّذِينَ بُشِّرُوا أَوَّلاً لَمْ يَدْخُلُوا لِسَبَبِ الْعِصْيَانِ، 7 يُعَيِّنُ أَيْضًا يَوْمًا قَائِلاً فِي دَاوُدَ: «الْيَوْمَ» بَعْدَ زَمَانٍ هذَا مِقْدَارُهُ، كَمَا قِيلَ: «الْيَوْمَ، إِنْ سَمِعْتُمْ صَوْتَهُ فَلاَ تُقَسُّوا قُلُوبَكُمْ». 8 لأَنَّهُ لَوْ كَانَ يَشُوعُ قَدْ أَرَاحَهُمْ لَمَا تَكَلَّمَ بَعْدَ ذلِكَ عَنْ يَوْمٍ آخَرَ. 9 إِذًا بَقِيَتْ رَاحَةٌ لِشَعْبِ اللهِ! 10 لأَنَّ الَّذِي دَخَلَ رَاحَتَهُ اسْتَرَاحَ هُوَ أَيْضًا مِنْ أَعْمَالِهِ، كَمَا اللهُ مِنْ أَعْمَالِهِ. 11 فَلْنَجْتَهِدْ أَنْ نَدْخُلَ تِلْكَ الرَّاحَةَ، لِئَلاَّ يَسْقُطَ أَحَدٌ فِي عِبْرَةِ الْعِصْيَانِ هذِهِ عَيْنِهَا.“ عب 1:4-11
نرى بكل وضوح عودة الرسول بولس للمشابهة والمماثلة بين عصيان بني أسرائيل وحرمانهم من دخول كنعان, وبين تمرد وأرتداد المؤمن في عهد النعمة, فنخلص إلى:
(1) من جانب الله قدم لنا وعدًا بالدخول إلى راحته، لكن من جانبنا يلزم أن نخف لئلا مع وجود الوعد الإلهي الصادق نُحرم من التمتع به. (2) الله كأب فتح لنا باب الرجاء، ونحن كأبناء يلزمنا أن نخف، لا كعبيدٍ في حالة رعب، وإنما نحمل خوف الابن الذي يخشى أن يجرح مشاعر أبيه بحرمان نفسه من الميراث الذي أعده الأب له. (3) يمكن أن يخيب رجاؤنا بسبب عدم إيماننا العامل و تهاوننا الغير مثمر. (4) سماع كلام الله لا يكفي, فقديماً سمعوا وهلكوا. (5) فارق ضخم بين الخبر وخبرة الإيمان العامل بالمحبة الصادقة الدائمة لحياة الله في شعبه. (6) لن ندخل راحته إلا بعد تميم كافة أعمال إيماننا الحيّ بالروح القدس, لأن الله لم يرتاح إلا في اليوم السابع بعد أن أتم كافة أعماله الخاصة بالخلق. (7) صدق الله في وعوده لشعبه جعلهم يدخلون راحة كنعان بقيادة يشوع ليستريحوا من أعمالهم كما الله من أعماله. (8) فلنجتهد بإيمان صادق فعال نابض بحياة عمل الروح القدس فينا أن لا يسقط أحداً في عبرة العصيان التي كانت قديماً لبني أسرائيل, والتي وللأسف يمكن للمؤمن أن يسقط في ذات الهوة.
+ “26 فَإِنَّهُ إِنْ أَخْطَأْنَا بِاخْتِيَارِنَا بَعْدَمَا أَخَذْنَا مَعْرِفَةَ الْحَقِّ، لاَ تَبْقَى بَعْدُ ذَبِيحَةٌ عَنِ الْخَطَايَا،” 27 بَلْ قُبُولُ دَيْنُونَةٍ مُخِيفٌ، وَغَيْرَةُ نَارٍ عَتِيدَةٍ أَنْ تَأْكُلَ الْمُضَادِّينَ. 28 مَنْ خَالَفَ نَامُوسَ مُوسَى فَعَلَى شَاهِدَيْنِ أَوْ ثَلاَثَةِ شُهُودٍ يَمُوتُ بِدُونِ رَأْفَةٍ. 29 فَكَمْ عِقَابًا أَشَرَّ تَظُنُّونَ أَنَّهُ يُحْسَبُ مُسْتَحِقًّا مَنْ دَاسَ ابْنَ اللهِ، وَحَسِبَ دَمَ الْعَهْدِ الَّذِي قُدِّسَ بِهِ دَنِسًا، وَازْدَرَى بِرُوحِ النِّعْمَةِ؟ 30 فَإِنَّنَا نَعْرِفُ الَّذِي قَالَ: «لِيَ الانْتِقَامُ، أَنَا أُجَازِي، يَقُولُ الرَّبُّ». وَأَيْضًا: «الرَّبُّ يَدِينُ شَعْبَهُ». 31 مُخِيفٌ هُوَ الْوُقُوعُ فِي يَدَيِ اللهِ الْحَيِّ!“ عب 26:10-31.
هذا الانذار المخبف الواضح بالهلاك لمن يخطىء من الأخوة المؤمنين القديسين, يعطينا فكرة جلية في غاية الوضوح عن فكر الكنيسة الأولى وموقفها من إمكانية هلاك المؤمن. لأن بولس الرسول يقول: (فكم فيه عقاباً أشر تظنون إنه يحسب مستحقاً من داس ابن الله, وحسب دم العهد الذي قدس به دنساً, وأزدرى بروح النعمة)(عب 29:10).
نلاحظ هنا أن عبارة (دم العهد الذي قدس به), تدل وبكل وضوح أن هذا الهالك كان مؤمناً, قد تقدس قبلاً بدم العهد. إلا إن البعض يستشهد فقط بالعدد 23 ويترك باقي الإصحاح “لِنَتَمَسَّكْ بِإِقْرَارِ الرَّجَاءِ رَاسِخاً، لأَنَّ الَّذِي وَعَدَ هُوَ أَمِينٌ.“ عب 23:10. وهذا صحيح تماماً, فبالفعل الله لا يغير وعوده فمن تمسك بالرب, الرب لا يفقده من يده الإلهية, بل يحفظه إلى الأبدية, ولكن ماذا يجب على الرب أن يفعل؟! إن أختار مؤمن رفض الرب, فإن الرب لن يجبره على التمسك بالوعد الجديد الذي له, وإلا سيكون لزاماً على الله أن يكسر حرية الإنسان المخلوق عليها كشبه صورته الإلهية. فتتحطم صورة خلقة الإنسان ومعها يتحطم خلاصه أيضاً.
+ “فَلْنَخَفْ، أَنَّهُ مَعَ بَقَاءِ وَعْدٍ بِالدُّخُولِ إِلَى رَاحَتِهِ، يُرَى أَحَدٌ مِنْكُمْ أَنَّهُ قَدْ خَابَ مِنْهُ!“ عب 1:4
فلنخف أن لا يخيب أحداً منا من الوعد بالراحة الأبدية, فأمكانية العصيان عن حدود الطريق الضيق قائمة دائماً, فلنخف إذاً خوف الحذر وخوف محبة الأبن لأبيه.
+ “لأَنَّ مَحَبَّةَ الْمَالِ أَصْلٌ لِكُلِّ الشُّرُورِ، الَّذِي إِذِ ابْتَغَاهُ قَوْمٌ ضَلُّوا عَنِ الإِيمَانِ، وَطَعَنُوا أَنْفُسَهُمْ بِأَوْجَاعٍ كَثِيرَةٍ.“ 1تي 10:6
هنا يحذر بولس الرسول من محبة المال التي قادرة أن تطعن المؤمن بأوجاع كثيرة, لأنها أصل لكل الشرور, لذا فهي قادرة أن تهلك المؤمن.
+ “فَأَمِيتُوا أَعْضَاءَكُمُ الَّتِي عَلَى الأَرْضِ: الزِّنَا، النَّجَاسَةَ، الْهَوَى، الشَّهْوَةَ الرَّدِيَّةَ، الطَّمَعَ الَّذِي هُوَ عِبَادَةُ الأَوْثَانِ“ كو 5:3
وصية غالية الثمن من مختبر عظيم بأماتة أعضاءنا التي على أرض الأختبار: الزنا, النجاسة, الهوى, الشهوة الردية, الطمع الذي هو عبادة أوثان …. نعم الطامع هو عابد وثن. فهل سيستقيم إيمان مؤمن مع كونه طامع؟!
+ “أَيُّهَا الزُّنَاةُ وَالزَّوَانِي، أَمَا تَعْلَمُونَ أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟ فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ.“ يع 4:4
وصية سلوكية أخرى تحدد مصير المؤمن, “أَنَّ مَحَبَّةَ الْعَالَمِ عَدَاوَةٌ للهِ؟“ بل يعود ليؤكد على ذات المفهوم فيذكر “فَمَنْ أَرَادَ أَنْ يَكُونَ مُحِبًّا لِلْعَالَمِ، فَقَدْ صَارَ عَدُوًّا للهِ.“ فهل سيستقيم الإيمان مع محبة العالم؟! بل كيف يكون المؤمن غير هالك مع عداوته لله إن أحب العالم؟!
+ “لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ. إِنْ أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.“ 1يو 15:2
“لاَ تُحِبُّوا الْعَالَمَ وَلاَ الأَشْيَاءَ الَّتِي فِي الْعَالَمِ.“ وصية لا يمكن تأجيل تنفيذها إلى حين ميسره, لأن إن“أَحَبَّ أَحَدٌ الْعَالَمَ فَلَيْسَتْ فِيهِ مَحَبَّةُ الآبِ.“ فهل يمكن للمؤمن أن يستمر في محبة الله الآب إن أحب العالم والأشياء التي في العالم؟! ومثال ذلك ديماس تلميذ بولس الرسول, بل وقد كان ديماس خادماً قوياً يبشر بأنجيل المسيح. “وَمَرْقُسُ، وَأَرِسْتَرْخُسُ، وَدِيمَاسُ، وَلُوقَا الْعَامِلُونَ مَعِي.“ فليمون 24:1, “يُسَلِّمُ عَلَيْكُمْ لُوقَا الطَّبِيبُ الْحَبِيبُ، وَدِيمَاسُ.“ كو 14:4, فقد كان ديماس مبشراً مع الرسل, إلا إنه قد أحب العالم أكثر من المسيح فلم يستحقه!! “لأَنَّ دِيمَاسَ قَدْ تَرَكَنِي إِذْ أَحَبَّ الْعَالَمَ الْحَاضِرَ وَذَهَبَ إِلَى تَسَالُونِيكِي” 2 تي 10:4. بل وتاريخ الكنيسه يخبرنا انه بعد ما ترك بولس ومحبته للعالم صار كاهنا وثنيا وهلك.
+ “لأَنَّ كَثِيرِينَ يَسِيرُونَ مِمَّنْ كُنْتُ أَذْكُرُهُمْ لَكُمْ مِرَارًا، وَالآنَ أَذْكُرُهُمْ أَيْضًا بَاكِيًا، وَهُمْ أَعْدَاءُ صَلِيبِ الْمَسِيحِ“ في 18:3
فليس ديماس المبشر وحده الذي قد هلك, بل هناك كثيرون آخرون قد هلكوا أيضاً يذكرهم بولس الرسول باكياً, بل أنهم صاروا أعداءً لصليب المسيح. فحتى المبشرين والخدام الأقوياء من الممكن أن يسقطوا.
+ “وَإِنْ كُنْتُمْ تَدْعُونَ أَبًا الَّذِي يَحْكُمُ بِغَيْرِ مُحَابَاةٍ حَسَبَ عَمَلِ كُلِّ وَاحِدٍ، فَسِيرُوا زَمَانَ غُرْبَتِكُمْ بِخَوْفٍ“ 1بط 17:1
إن عدالة الله حقيقة راسخة في الإيمان المسيحي, والتي تحكم بعدل بلا محاباة بحسب عمل كل واحد, ولهذا يلزم على كل المؤمنيين أن يسير زمن غربتهم بخوف الحذر من السقوط والعصيان, مقدمين في إيمانهم الثمر اللائق بخلاص هذا مقداره!
+ “إِذًا مَنْ يَظُنُّ أَنَّهُ قَائِمٌ، فَلْيَنْظُرْ أَنْ لاَ يَسْقُطَ.“ 1كو 12:10
القيام الروحي حقيقة راسخة مشروطة بعدم السقوط, أما إن سقط المؤمن ولم يعد ولم يندم ليقدم توبة, فبفعلته هذه وللأسف يصير قيامه في الروح ظناً ووهماً.
+ “الَّذِي فِيهِ أَيْضًا أَنْتُمْ، إِذْ سَمِعْتُمْ كَلِمَةَ الْحَقِّ، إِنْجِيلَ خَلاَصِكُمُ، الَّذِي فِيهِ أَيْضًا إِذْ آمَنْتُمْ خُتِمْتُمْ بِرُوحِ الْمَوْعِدِ الْقُدُّوسِ“ أف 13:1
وهذه حقيقة خلاصية راسخة لا تجاوز عنها أن كل من يؤمن ينال ختم الروح القدس بالمعمودية.
+ “وَلاَ تُحْزِنُوا رُوحَ اللهِ الْقُدُّوسَ الَّذِي بِهِ خُتِمْتُمْ لِيَوْمِ الْفِدَاءِ.“ أف 30:4
وهذا الإنسان بعد أن ختم بالروح القدس, ماذا يحدث له إن أحزن الروح؟! فلنري ….
+ “لاَ تُطْفِئُوا الرُّوحَ.“ 1تس 19:5 إذاً هذه وصية هامة جداً.
+ “وَلكِنْ مَنْ جَدَّفَ عَلَى الرُّوحِ الْقُدُسِ فَلَيْسَ لَهُ مَغْفِرَةٌ إِلَى الأَبَدِ، بَلْ هُوَ مُسْتَوْجِبٌ دَيْنُونَةً أَبَدِيَّةً.“ مر 29:3
وهنا ندرك أهمية الوصية “لا تطفئوا” أي لا تحزنوا الروح الذي فيكم, لأن الأمر جد خطير لأنه لا مغفرة إلى الأبد لمن يجدف على الروح القدس فيرتد عن الإيمان فيهلك لأنه لا يتوب كيهوذا الأسخريوطي تماماً.
+ “لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.“ مز 11:51
إذاً فما يزال الأمر بيد الإنسان الحر في إرادته … إن شاء أحزن الروح! وإن شاء أطفأ الروح! وإن شاء جدف على الروح! لهذا نصرخ “لاَ تَطْرَحْنِي مِنْ قُدَّامِ وَجْهِكَ، وَرُوحَكَ الْقُدُّوسَ لاَ تَنْزِعْهُ مِنِّي.” فالعبرة ليست بأوائل الإنسان حينما ختم بالخاتم الناري روح الرب القدوس, بل العبرة الحقيقية هي كيف تكون أواخر هذا الإنسان؟! وهنا نسأل للإيضاح هل يمكث معنا روح الرب إلى الأبد كوعده الصادق (يو 16:14) إن أستمر بنا الحال في إحزان الروح, وأطفاء الروح, وفي التجديف أخيراً على الروح, فهل يمكث الروح على هذا الحال؟!! فلنحذر إنه من الممكن أن ينزع منا.
الله لا يجبر إنساناً ولا يغصب أحداً على قبول النعمة والعطية الإلهية بالقوة والأجبار, ولا يوجد في الحياة مع الله قهر على إكمال طريق الخلاص, فالمؤمن لا يحي مع الله كرهاً ولا أجباراً بل بأختياره الكامل وبرغبته الحارة وإرادته الحرة في إكمال طريقه بقوة الروح القدس, فالرب يقبل من يأتى إليه بفرح وسرور كراعي صالح, والرب أيضاً يقبل كل من يخطىء ويتوب ويرجع إليه, والله لا يترك أحد يسقط من يده طالما الإنسان أمسكه ولم يرخيه, فبأرادة الإنسان الحرة يقبل النعمة, وبأرادته أيضاً يكمل طريقه حتى النفس الأخير. (يتبع)
———————————–
تابع عرض وشرح الكتاب المقدس لمفهوم هلاك المؤمن من البداية
↓↓ بالضغط على الصورة ↓↓
Share this content:
إرسال التعليق