كارثة الديانة العالمية الموحدة!!
الانبا رفائيل:
أنتبهوا مما يسمى بالديانة العالمية الموحدة!!
تحت رعاية قداسة البابا تواضروس الثانى وشريكيه فى الخدمة نيافة الانبا موسى أسقف الشباب ونيافة الانبا رفائيل الأسقف العام لكنائس وسط القاهرة، نظمت مساء أمس الخميس الموافق ٢٢ اغسطس الجارى، خدمة اللاهوت الدفاعي بأسقفية الشباب ندوة تحت عنوان ”مرجعية التعليم الكنسي” يتحدث فيها نيافة الانبا رفائيل أسقف عام كنائس وسط البلد.
بدأت الندوة بتعريف لأنشطة الخدمة مع عرض مفصل لمركز دراسات اللاهوت الدفاعي التى تقوم به الخدمة لمدة عام ونصف ويضم سته مستويات من علمي وثقافى وتاريخي وكنسي، بالإضافة إلي المؤتمرات والندوات التى تدعو الي معرفة الإيمان المسيحى السليم وكيفية الرد علي القضايا الالحادية التى تواجه الشباب.
وتحدث القس متى بديع مسئول الخدمة عن أهمية الكلمة التى ستحدث عنها الانبا رفائيل عن مرجعية التعليم الكنسي، وكيف نواجه التعاليم الخاطئة بأسلوب سليم، وما هو الفيصل بيت التعليم الخاطئ والتعليم السليم، وما هى الأسس التى بني عليها التعليم الكنسي من بداية الكنيسة الأولى إلى الآن.
وتحدث الانبا رفائيل ان اول شئ مهم اننا نعرفه ان الكنيسة عليها دور مهم في التعليم الكنسي وهذا ما قام به السيد المسيح من تعليم وخدمة وليس فقط الخلاص للبشرية.
وهذا ما ذكره الإنجيل ان جاء ليعرف الناس ويعلمهم عن الاب والروح القدس وعن هدف الخلاص وقال لتلاميذه”علموهم”.
† السيد المسيح والتعليم والكرازة:
وتحدث الانبا رفائيل ان السيد المسيح جاء ليعلم الناس عن الله وهذا ما نذكره في القداس الغريغورى، وفى انجيل يوحنا اصحاح 17 قال للاب انا عرفتهم اسمك وساعرفهم ، وقال العمل الذى اعطيتنى، وهو الذى علمنا كيف نصلي وارسل لنا الروح القدس ليعرفنا كل شئ، وقال لتلاميذه قبل الصعود اذهبوا واكرزوا، فهناك تكليف الهى بالتعليم والكرازة، ولكن البشر انحرفوا عبادة الله الى الاوثان حتى من كانوا يعرفوا الله انحرفوا في ايمانهم، فجاء السيد المسيح ليصحح الفاهيم الخاطئة مثلما حدث في مفهوم تقديس يوم السبت وهنا دور خدمة اللاهوت الدفاعى من تصحيح للمفاهيم.
وهذا ما قام به التلاميذ والرسل، ونجد هذا ايضا ما قام به مرقس الرسول عندما جاء مصر وبولس الرسول فى اريوس باغوس.
واستمر الله طوال تاريخ الكنيسة يرسل لنا اباء معلمين يحفظوا لنا الايمان، وان كانوا يستخدموا التعبيرات الابسط ليشرحوا الايمان، وان كان المثل العربى يقول من علمنى حرفا صرت له عبدا نقول فى الكنيسة من علمنى حرفا صرت له ابنا، لذا نقول عنهم الاباء.
يضيف الانبا رفائيل، أما مرجعية التعليم والايمان فيقول معلمنا يعقوب ” لا تكونوا معلمين كثيرين يا اخوتى”، ويمكن هنا نظن أن هذه المقولة ضد مقولة السيد المسيح علموهم، ونتسأل هل نعلم ام لا، الكلمة التى قالها يعقوب يقصد بها الا تكون معلم لك مدرسة خاصة، فالمعلم ينشأ تعليم، والمسيح لما قال علموهم أكل بجميع ما اوصيتكم انا به وليس تعليم خاص بكم، فنحن نرعى رعية الله وخاصته.
† المسيح هو المرجعية الاولى والاساسية:
بالتالى المرجعية الاساسية لنا هى السيد المسيح، وهناك عبارة شهيرة قالها القديس اثناسيوس الرسول ان كل تعليم فى الكنيسة اولا وضعه الرب، ثانيا كرز به الرسل ، ثالثا حفظه الاباء.
وتقاس قيمة الاب فى الكنيسة بمدى حفظه للايمان وسلمه امينا مستقيما وهذا معيار لنا فى الكنيسة الارثوذكسية، وان كان فى كنائس اخرى لديها تقييم اخر بتقديمه للجديد، مثلما يحدث فى العلوم هناك ناقل للعلم وهناك من يقدم جديد للعلم ، فهذا غير موجود فى كنيستنا القبطية، و مع مرور 2000 سنة يجب ان نتوقع ان هناك علماء لاهوت من الشرق والغرب تعاليمهم صحيحة وخاطئة وقدموا تحليلات عدة فى العقيدة والاهوت، ومع الزمن نجد مئات الافكار المتلاطمة والله مع الشباب الذى يسمع كل هذا.
بالتالى يجب ان يكون لنا مرجعية محددة اولها هو الكتاب المقدس ونحن نؤمن ان الكتاب المقدس كله موحى به من الله ونافع للتعليم ونحن نؤمن انه لم تاتى نبؤة قط من مشيئة انسان بل تكلم اناس الله القديسون مسوقين من الروح القدس.
ويؤكد الانبا رفائيل ان اى تعليم يخالف الكتاب المقدس لا يمكن للكنيسة أن تقبله، وان كان هناك احداث لم يذكرها الكتاب المقدس يذكرها الاباء وتكون ضد ما ذكر بالكتاب المقدس لا تقبله الكنيسه فهو فوق كل تعليم.
† الديانة العالمية الموحدة:
ونبه الانبا رفائيل ان هناك اتجاه فى العالم ان يكون هناك ما يسمى بالديانة العالمية الموحدة، واتمنى رصد ذلك فى الخدمة ، فهناك قوى كبيرة تسعى لتجميع كل الديانات والاعتقادات الموجودة فى العالم فى ديانة موحدة، مبررين ذلك ان كل حروب العالم سببها الديانات وهذا باطل، لان الرؤساء و الشعوب هم من وظفوا الدين لخدمة مصالحهم الشخصية ولكن الدين ليس له ذنب فى ذلك، وللاسف الشباب يعجب بهذا الكلام لان فيه محبة للجميع وقبول للاخر، والهدف من ذلك كله هو رفض الكتاب المقدس وسلطانه على الجميع، ونشر الافكار الخاطئة من شذوذ.
† مرجعية الفكر الابائى:
ثانى مرجع هو الاباء، من قضوا عمرهم فى تفسير وشرح الكتاب المقدس لذا تحترم شروحاتهم، والمرجعية الابائية تشترط به الاجماع، فيجب لكى اتمسك بمرجعية احد الاباء فهم فكره ككل، مثلما من يأخذ ايه واحدة من الكتاب المقدس ويقدم تفسير خاطئ، هناك من يأخذ مقوله واحدة لاحد من الاباء ويقدم بها تعليم خاطئ، بالاضافة الى بقية الاباء ماذا قالوا فى نفس القضية وهذا ما يعنى بالاجماع.
وفى الماضى كانت الكنيسة تميز بين العقيدة والرأى والهرطقة، فالعقدية هى ثوابت لا يمكن التغيير بها ولكن فى بعض الاحيان يقوم الاباء بتقديم بعض الاراء فى العقيدة، وهذا راى مثلما اننا كلنا كلنا نؤمن بالصليب ولكن ماذا يعنى الصليب ؟ الكنيسة تسمع كل الاراء وتختار الاقرب بالاجماع، وتقول انه راى الكنيسة، واذا اختلف راى احد الاباء قليلا عن الرأى الذى اتفق عليه بالاجماع تحترمه ولكن هذا راى خاص، اما اذا كان بعيد كل البعد يسمى هرطقه وترفضه الكنيسة.
بالتالى عندما يكون هناك راى شخصى لقديس نقول انه راى ولكن ليس رأى الكنيسة.
† الليتورجيا كمصدر للتعليم:
والمصدر الثالث هو ليتورجيا الكنيسة او صلواتها ونحن نعلم ان الليتروجيا هو كل ما نصلى به وهى الخولاجى والاجبية وليس الصلوات الارتجالية، وتعتبرها الكنيسة منذ البداية صلاة وتعليم، لذلك نلاحظ ان كلماتها واضحة ودقيقة وبسيطة لكى تناسب الجميع، ومن خلال الليتوروجيا وضع فيها كل الايمان، فمع الاختلافات اليوم لو صلينا القداس سنجد اجابة لكل القضايا، مثل القضية المثارة الان حول وراثة الخطية الاصلية ام الموت والفساد؟ سنجد ان القداس يجيب عن تلك القضية، ان التعليم الكنسيى محايد وليس به تعالى او غلو، فلا نلغي دور الله ولا نلغى دور الانسان.
ويختتم الانبا رفائيل كلمته، باننا عندما ندرس ونعلم نأخذ مرجعيتنا من كتاب المقدس وكتب الاباء والليتورجيا وهناك توازن وجماعية ورزانة فى ذلك، فالانفعال فى التعليم يؤدى الى التطرف والخطأ، والله يعطى معرفته الحقيقية مع الاناس المتضعين من يجلس مع الله اكثر فى المخدع والقداس وعلى المذبح.
† توحيد الكنائس والتنازل:
وفى سؤال عن توحيد الكنائس، أجاب اننا لا يجب ان نصدق او نكرر كل ما يقال من اشاعات حول تنازل الكنيسة عن ايمانها من قبل البابا او المجمع المقدس، ولكن هناك بعض الامور التى تدخل ضمن الاحترام واللياقة ويجب ان نعلم أن الظروف الان مختلفة، فحتى عهد البابا كيرلس السادس كان كل الاقباط داخل مصر وعلاقتنا مع الطوائف الاخرى كانت علاقة الغزو، اما الان فنحن لدينا كنائس فى كل قارات العالم ولدينا 30 % من الاساقفة خارج مصر،
والكنائس الاخرى فى المهجر من الكاثوليك او الروم ارثوزكس والبروستانت فى اوربا وامريكا ليس مثل الموجودين فى مصر، فهم يقدرون الكنيسة القبطية المصرية ويرحبوا بنا ترحيب غير عادى وكم اعطونا من كنائسهم لنصلى فيها مجانا، وعندما طلب البابا كيرلس من بابا روما جزء من رفات مارمرقس اعطاه جزء وهو موجود فى الكاتدرائية، والبابا شنودة عندما طلب جزء من رفات البابا اثناسيوس اعطى ايضا جزء موجود فى الكاتدرائية، العلاقات بها تفاهم واحترام، واكبر كاتدرائية فى العالم على اسم القديس البابا اثناسيوس الرسولى عندما طلبت كنيستنا عمل قداس لنا فى الكاتدرائية فى عيد البابا اثناسيوس، اعطونا قاعة فى الكاتدرائية للابد واعطونا مفتاحها مجاناً.
هؤلاء عند زيارتهم لمصر استأذنوا منا للصلاة فى دير السريان فسمحنا لهم بذلك كنوع من التقدير ورد الجميل، هل هذا يعنى اننا تنازلنا عن الايمان، واكثر مثل يمكن نذكره فى ذلك انه فى عهد البابا شنودة الثالث الذى لا يمكن لاحد القول انه تنازل عن الايمان، عندما كان هناك وفد من الازهر فى زيارة للبابا وجاء ميعاد الصلاة فطلبوا من البابا مكان للصلاة فسمح لهم بالصلاة فى المقر الباباوى فهل تنازل هنا البابا شنودة على الايمان وهناك صورة بذلك مع رئيس الجمهورية.
يجب ان نميز بين العلاقات السليمة والتى تظهر حلاوة كنيستنا وبين التنازل فى الايمان وقد صرح البابا تواضروس اننا نسعى جميعا لوحدة الكنائس ولكن يجب ان يقوم ذلك على وحدة الايمان.
——————-
إلى التكملة الضرورية من .. كارثة العصر الحديث
أقوى وأخطر كلام لنيافة الأنبا رافائيل
ضد البدع الحديثة رسالة هامة جداً
↓↓ أضغط على الصورة ↓↓
Share this content:
إرسال التعليق