شرح القداس الإلهي (1) ـ بصوت قديس العصر بابا صادق روفائيل
شرح القداس الإلهي (1)
↓↓بصوت قديس العصر بابا صادق روفائيل↓↓
بأسم الآب والأبن والروح القدس, إله واحد, آمين. مجداً وأكراماً, أكراماً ومجداً للثالوث الأقدس, الآب والأبن والروح القدس, الإله الواحد, آمين. وكل آوان وإلى دهر الدهور كلها, آمين
مبارك أنت بالحقيقة … أيها الثالوث الأقدس, الذي أنعمت علينا نحن البشر, كصورة لأبن الله … بالطبيعة والجوهر, أننا نكون بالحقيقة سمائيين, تبعاً لولادتنا من آدم الثاني الرب النازل من السماء, الذي هو في السماء.
نعم يارب مبارك أنت … لأنك أيها الإله الحقيقي, عندما ظهرت على الأرض, بلاهوتك في الطبيعة البشرية, جعلت يارب الأرض سماءً, كما جعلتَ الإنسان له شركة في الطبيعة الإلهية, لذلك جعلتَ الأثنين واحداً.
وماهي السماء؟! ليست السماء في ذاتها سماء, إلا بحلولك أنتَ فيها, وهي سماء لأنها عالية سامية, ولكن سموها وعلوها ليس من حيث الوضع الطبيعي للسماء, ولكن يارب حيث تحل أنت بمجدك, يكون المكان الذي تحل فيه أنت سماءً, لأنه حيثما تحل (أنت) …. تحل ملائكتك, تتحد السماء بالأرض, ويتحد السمائيين بالأرضيين.
فأنت يا إلهي حقيقاً … أنت الذي أصلَحتَ الإنسان مع الآب … بحلول … بحلولك أنت أيها الأبن الوحيد والآب والروح القدس في كل واحداً من المؤمنين, الذين آمنوا بكرازتك … بمجئ ملكوت السموات.
نعم جعلتَ يا إلهنا الإنسان هيكلاً … هيكلاً مقدساً بالثالوث الأقدس, أنت والآب والروح القدس. فلم يعد الإنسان بعد إنسان, بل صار هيكلاً روحياً مقدساً بحلولك أنت فيه, وأنت يارب بحلولك عامل به, مادامت إرادته لا تتحول عن إرادتك, بالتفاعل مع الروح القدس الممسوح به كل مؤمن, بهذا السر العظيم الذي هو أساس الكنيسة سر المعمودية.
فلم يعد الإنسان بعد ….. !! كما قلت المولود من الروح هو روح, حقيقةً كل مؤمن وكل مسيحي هو روح, روح … روح إنسان, هذا الإنسان يتمتع بحلول الثالوث الأقدس فيه. إذاً لم تعد الأرض بعد للمؤمنين أرضاً, لأنهم روحيين يحل فيهم الثالوث الأقدس, ويُعلنَ بأمجاده وعمله في كل مكان يحل فيه المؤمنين, لذلك يارب يا إلهي حقيقة قلت أنتم نور العالم.
إذاً يا سيدنا الحبيب عندما نأتي بدورنا إلي الكنيسة, فليست الكنيسة ذلك البناء المعروف للعين الناظرة, ولكن الكنيسة هي أرض سمائية, أو بعبارة أخري هي سماء أرضية, لأن الكنيسة تتصل بالسماء ويحل في الكنيسة المسيحيون بأشخاصهم الروحية وليس بأشخاصهم الجسدية, لأنهم هياكل حيّة, وكنائس حيّة روحية متنقلة, ولذلك نجد السماء تتصل بالأرض, أي الكنيسة لا تنتهي عند حد سقفها, ولكنها تمتدد إلى السماء, وبذلك يكون السمائيين والأرضيين بطبيعة واحدة روحية في الهيكل وفي الكنيسة للسمائين بروح واحد وصلاة واحدة.
هذه الكنيسة …. الكنيسة … التي أبواب الجحيم لا تقوى عليها!
وهؤلاء هم أبناء الكنيسة, هؤلاء هم المسيحيين, الذين يحيون المسيحية حياةً, ويجعلونَ الإيمان حياةً, الإيمان بالمسيح حياةً بالمسيح, ولا يجعلون … كما هو معروف الآن, في هذه الدهور الأخيرة التي نحياها الآن … ليس الإيمان معروف الآن, لأن المسيحيين يسمون الأعتراف إيماناً.
فهم إن سُئِلُوا عن إيمانهم … هل تؤمنونَ بالمسيح؟ نعم نؤمن بالمسيح! إنه أبن الله الذي تجسد وفدانا …… أهذا هو إيمانكم؟ يقولون نعم بهذا نؤمن, وبهذا نكرز, وبهذا نعلم, ليس يا أعزائي هذا هو الإيمان!! إنما كما قالت الآية … الله … ليس من يقول من يصعد إلى السماء ليحضره إليَّ, أو ينزل إلى الأعماق ليصعده رو 7,6:10 لأن المسيح …. المسيح في قلبك إذا أمنت, وفي فمك إذا أعترفت, فالذين … كما قال الروح القدس … ألعل المسيح إذا جاء ثانية يجد الإيمان على الأرض, حقيقة إن المسيحيون لا يدركون الإيمان, إنما يطلقون الإيمان على الأعتراف. فهم مسيحيون … أي يعترفوا بأن الله تجسد وآتى وفدانا.
وهذا الأعتراف تعترف به الشياطين أيضاً, ولذلك قال في الآية … ألعل المسيح إذا جاء ثانية يجد الإيمان على الأرض لو 8:18, فلو كنا نحن المسيحيون … بالحقيقة مؤمنين ومسيحيتنا قائمة على الإيمان الصحيح, لما أحتجنا إلى شرح القداس الإلهي روحياً, والحياة … حياة القداس, لا سماع القداس!! ولذلك لا ينكر المسيحيون عندما يتكلمون على حضورهم الكنيسة, “أحنا روحنا الكنيسة وسمعنا القداس“!!! ……(يتبع).
———————
لمتابعة شرح القداس في الجزء الثاني
↓↓ أضغط على الصورة ↓↓
Share this content:
تعليق واحد