العذراء مريم والدة الإله فى فكر القديس كيرلس الكبير
العذراء مريم والدة الإله
فى فكر القديس كيرلس الكبير *
وُلِدَ الكلمة من الآب بطريقة لا ندركها بل هى فوق مستوى الإدراك, لكنه فى الزمان الأخير تجسد وولدَ من امرأة حسب الجسد, والذى حدث أنه أخذ من العذراء القديسة جسداً وأتحد به أتحاداً حقيقياً. لذلك نعتقد أن العذراء القديسة هى والدة الإله لأنها ولدته حسب الجسد, لكنه مولود فى ذات الوقت من الآب قبل كل الدهور.
+ اذا كان هناك أحد ما يتجرأ, او يعلم أن العذراء مريم ولدت الطبيعة الإلهية غير الجسدانية, فإن هذا هو الجنون بعينه لأن الطبيعة الإلهية ليست من تراب الأرض حتى تولد منه, ولا تلك الخاضعة للفساد (اى العذراء) تصبح أماً لعدم الموت، ولا تلك الخاضعة للموت تلد الذى هو حياة الكل، ولا غير المادى يصبح ثمرة للجسد الذى بطبيعته خاضع للميلاد وله إبتداء فى الزمان. الجسد لا يمكنه أن يلد الذى لا بداية له.
+ لكننا نؤكد ان الكلمة صار ما نحن, وأخذ جسداً و أتحد به أتحاداً حقيقياً بطريقة فوق الإدراك أو التعبير, وإنه تأنس وولد حسب الجسد. ألا تولد النفس البشرية وهى من طبيعة مختلفة عن الجسد لأنها متحدة به، ولا أظن ان أحداً سيفترض أن النفس لها طبيعة الجسد, أو إنها تتكون معه، وإنما الله بطريقة غير معروفة بغرسها فى الجسد وتولد معه. ولذلك نحن نحدد أن الكائن الحى الواحد المولود هو من أثنين. وهكذا الكلمة هو الله لكنه تجسد، وأيضاً ولد حسب الجسد, و بطريقة بشرية لذلك تدعى التى ولدته والدة الإله.
————————————–
* عن كتاب “شرح تجسد الابن الوحيد” للقديس كيرلس السكندري, من صـ 43 الى صـ 45
Share this content:
إرسال التعليق