هل يمكننا التخلّص من عيوبنا؟ هذه التقنيات قد تساعدكم على التخلص منها
هل يمكننا التخلّص من عيوبنا؟
هذه التقنيات قد تساعدكم على التخلص منها
لدينا جميعاً صفات يجدر بنا الحفاظ عليها، ولكن بوسعنا أيضاً أن نتعلم التخلص من عيوبنا السيئة! إليكم بعض الأساليب الذكية للتوصل إلى ذلك بسهولة…
قال سقراط: “اعرف نفسك بنفسك”. يبدو أن أحد مفاتيح سعادة الإنسان يتمثل في معرفة ذاته. وإدراكه لقواه ونقاط ضعفه وميزاته وعيوبه يساعده في حياته اليومية.
أحياناً، تتغلب عيوبنا على ميزاتنا، أو يهيمن أحد عيوبنا فيُفسد حياتنا ويزرع الخلاف مع محيطنا. مع ذلك، هناك تقنيات تعلّمنا التحكم بعيوبنا للتخلص منها.
بدايةً، لا بد من التسلح بالصبر والعزم. وإذا كانت لدينا عدة عيوب نريد زوالها، فلا بد أن نعمل على كل عيب على حدة. في الحقيقة، يجب ألا نزيله بل أن نحوّله ونحاول استبداله بميزةٍ. وهذا العمل يحتاج إلى بعض التساهل مع الذات. أولاً، نجد القوة لنقبل عيوبنا، من ثم نحولها إلى ميزات فتتوقف عن إعاقتنا وتشويه علاقاتنا مع الآخرين.
إليكم خمسة عيوب بإمكانكم أن تعكسوها بسهولة.
الغضب
“لأن غضب الإنسان لا يعمل لبرّ الله” (يعقوب 1، 20). الغضب الذي يشكّل إحدى الخطايا السبع المميتة هو فعلاً انفعال ناتج عن جرح نفسي أو جسدي. وبما أننا نعلم أنه ليس من المفيد قمع عواطفنا، فإن الهدف ليس عدم الشعور بالغضب، وإنما السيطرة على تعابيره وتداعياته.
قمع الغضب لن يولّد إلا المزيد من التوتر الروحي. فما العمل؟ حاولوا أن تغيروا هذه الشائبة بواسطة إحدى الفضائل المسيحية : الاعتدال. حاولوا أن تتساءلوا: ما هو شعوري؟ ما السبب؟ وإذا غضبتم، حللوا الوضع: ماذا حدث؟ كيف كانت ردة فعلي؟ كيف كان بإمكاني أن أتصرف بشكل مختلف؟
افعلوا ذلك خطياً وحاولوا أن تتذكروا هذه الطريقة في المرة المقبلة التي تُصابون فيها بجرح أو نقص أو حرمان. يمكنكم أيضاً اللجوء إلى الفن بكافة أشكاله لأنه يعزز التعبير عن المشاعر، أو إلى الرياضة أو أي نشاط للتخلص من الطاقة السلبية والتوتر.
الكسل
الكسل هو خطيئة مميتة أخرى محظّرة في الكتاب المقدس. فقد أمر الرب الإنسان بأن يعمل: “اذهب إلى النملة أيها الكسلان أنظر إلى طرقها كن حكيماً” (أمثال 6، 6).
عدم الرغبة في فعل ما هو ضروري يؤدي إلى عدة أمور بغيضة أخرى، من هنا يُعتبر الكسل خطيئة مميتة. سيجد الكسالى أنفسهم أمام عدد كبير من الواجبات غير المُنجزة، وسيشهدون في وقت معين ضغوطات وإجهاداً عندما لن يتوفر لديهم خيار آخر سوى العمل. وبالإضافة إلى السلبيات المترتبة على الشخص ومحيطه، لا بد أن نرى أن “نفس الكسلان تشتهي ولا تنال ونفس المجد تزدهر” (أمثال 13، 4).
كيف تتغلبون على الكسل؟ حاولوا تحديد مهلة أخيرة واقعية للقيام بمهمة ضرورية. وحددوا لأنفسكم أهدافاً صغيرة لكل يوم فيما تقومون بما تحبونه في آن معاً.
ركّزوا على الشعور الذي سينتابكم بعد إنجاز المهمة! فما إن تنتهون، ستشعرون بحرية الاستراحة من دون شعور بالذنب!
الخجل
الخجل برأي المعانين منه عيب. وكما قلنا سابقاً، بهدف التخلص مما يزعجنا، لا بد أحياناً من تعلّم استخدامه لتحويله إلى ميزة. قد يُرى الخجل كأحد أشكال التكتم والتحفظ والانطواء على الذات. لكنه قد يكون جيداً. فالخجول غالباً ما يُقدَّر لأنه مستقل ولا يحب أن يزعج أحداً. في سفر يشوع (1، 9)، نقرأ: “ألم آمرك: تشدد وتشجع، لا ترتعد ولا تفزع، لأن الرب إلهك معك حيثما ذهبت”.
في الواقع، قد يكون الخجل ناتجاً عن قلة ثقة بالذات ومخاوف وشكوك. كيف تتشجعون؟ يجب أن تدركوا أولاً خجلكم وتقبلوه وتميزوا الظروف التي ستسبب لكم المشاكل لكي تحضروا لردود فعلكم. بتعزيز ثقتكم بنفسكم، تزول مخاوفكم.
الأحكام والنميمة
يشجب البابا فرنسيس بانتظام مرض الهمسات والنميمة والثرثرة الذي يُعدّ عيباً ممنوعاً. نقرأ في الأمثال 21، 23: “من حفظ فمه ولسانه حفظ من الضيق نفسه” (أمثال 21، 23). وقد توصل البابا فرنسيس إلى التحدث عن “إرهاب الثرثرة” قائلاً: “الثرثار يشبه شخصاً يرمي قنبلة ومن ثم يرحل. يدمّر بلسانه ولا يصنع السلام”. وتقول إحدى الوصايا العشر: “لا تشهد على قريبك شهادة زور” (الخروج 20، 16).
كافحوا النميمة من خلال مقاومتها. لا تشاركوا في الأحاديث! الأقوال المنقولة لا تكشف طبع الشخص المُهاجَم بل طبع ناقلها. والرغبة في إلحاق الأذى بشخص ما تدلّ على تصرفِ خاطئٍ. بحضور هذا الشخص، قاوموا تصرفه وغادروا.
احترموا أسرار الآخرين وفكروا قبل التكلم. صلوا للمتضررين من الكلام الظالم وغير الصحيح لكي تدعموهم، واختاروا التحدث جيداً عن الجميع. وأحياناً، من الأفضل عدم قول أي شيء على الإطلاق.
الغيرة والحسد
على غرار الخجل، قد تنجم الغيرة عن عدم الثقة بالذات والشعور بعدم الأمان. الحسود أو الغيور ليس راضياً عما منحه إياه الله. “سكينة القلب حياة الأجساد، والحسد نخر العظام” (أمثال 14، 30). الغيرة بالنسبة للبعض تمثل أحد أشكال الحب، لكنها قد تكون مدمّرة بالنسبة إلى الشخص الغيور ومحيطه.
من المهم أولاً الاعتراف بالغيرة وبخطيئتنا. من ثم، يجب أن ننظر إلى ما نملك بدلاً منه إلى ما لا نملكه. هكذا، لن نشتهي ممتلكات غيرنا. وإذا كنا نغار على شريكنا، يجب أن نتذكر أنه هو الذي اختارنا وأن نطمئن بمجرد بقائه معنا.
توقفوا أيضاً عن مقارنة أنفسكم بالآخرين. وارفضوا الشعور بالحسد، وكونوا شاكرين في صلواتكم. احتفلوا بانتصارات الآخرين ونجاحاتهم. فانتصار الآخر ليس ناتجاً عن تراجع شخص ما، بل على العكس، حافظوا على إيمانكم وقولوا أن لدى الله تدابير لجميع أبنائه.
Share this content:
إرسال التعليق