أرتباط المسيح بالمجمع والهيكل وممارسته للصلوات في أوقاتها _ الأب متى المسكين
نجد المسيح لما بدأ يعلَّم فإنه لم يقلل قط من قيمة الصلوات المحددة ولا من نظامها ولا من مواعيدها, بل إشترك فيها كعابد مخلص مع العابدين “غيرة بيتك أكلتني“.
وكانت علاقة المسيح بالمجامع المحلية في المدن والقرى علاقة مواظبة وتوقير, كما أن معظم تعاليمه كان يخصصها للمجمع.
فنقرأ في إنجيل متى الرسول: “وَكَانَ يَسُوعُ يَطُوفُ كُلَّ الْجَلِيلِ يُعَلِّمُ فِي مَجَامِعِهِمْ، وَيَكْرِزُ بِبِشَارَةِ الْمَلَكُوتِ، وَيَشْفِي كُلَّ مَرَضٍ وَكُلَّ ضَعْفٍ فِي الشَّعْب.“ (مت 23:4).
وفي إنجيل لوقا البشير: “وَدَخَلَ الْمَجْمَعَ حَسَبَ عَادَتِهِ يَوْمَ السَّبْتِ وَقَامَ لِيَقْرَأ.“ (لو 16:4).
وفي إنجيل مرقس الإنجيلي, يتضح أنه كان ينتظر حتى يأتي يوم السبت, لكي يتسنى له أن يقول تعاليمه على الشعب المجتمع: “وَلَمَّا كَانَ السَّبْتُ، ابْتَدَأَ يُعَلِّمُ فِي الْمَجْمَعِ.“ (مر 2:6).
وإنجيل يوحنا يوضح لنا أن أهم وأعمق تعاليمه, التي إختصت بسر الفداء والجسد والدم والحياة الأبدية, فقد أهتم أن يقولها في المجمع: “قَالَ هذَا فِي الْمَجْمَعِ وَهُوَ يُعَلِّمُ فِي كَفْرِنَاحُومَ.“ (يو 59:6).
ولعل أوضح ما يثبت الأهمية التي كان يعطيها الرب لضرورة إلقاء التعاليم داخل الهيكل والمجمع, بصفتهما المكانين المقدسين المهيئين للتعليم الإلهي, ما جاء في إنجيل يوحنا الرسول, رداً علي مهاجمة رؤساء الكهنة لتعاليمه: “أَنَا كَلَّمْتُ الْعَالَمَ عَلاَنِيَةً. أَنَا عَلَّمْتُ كُلَّ حِينٍ فِي الْمَجْمَعِ وَفِي الْهَيْكَلِ حَيْثُ يَجْتَمِعُ الْيَهُودُ دَائِمًا.“ (يو 19:18-20).
ومن هذا يتضح إرتباط المسيح بروح المجمع والهيكل, وأعتياده الحضور في المواعيد المحددة للصلوات والتسابيح, ومشاركته القلبية للصلاة والقراءة, وأستجابته لترؤسه للقراءة والوعظ والصلاة أحياناً. ومن حادثة يايرس نعلم مقدار الكرامة والأحترام, اللتين كانتا للمسيح في أعين رؤساء المجامع “وَإِذَا رَجُلٌ اسْمُهُ يَايِرُسُ قَدْ جَاءَ، وَكَانَ رَئِيسَ الْمَجْمَعِ، فَوَقَعَ عِنْدَ قَدَمَيْ يَسُوعَ وَطَلَبَ إِلَيْهِ أَنْ يَدْخُلَ بَيْتَهُ“ (لو 41:8).
———————————————–
كتاب التسبحة اليومية ومزامير السواعي _ الأب متى المسكين ص 42, 43
Share this content:
إرسال التعليق