×

حركة الروح القدس فينا – الأب ليف جيلليه

حركة الروح القدس فينا – الأب ليف جيلليه

حركة الروح القدس فينا

الأب ليف جيلليه

sm031011 حركة الروح القدس فينا - الأب ليف جيلليهوإذا ما قلنا، إن مهمة الحمامةتقتصر على قيادتنا إلى الحمل، فالحركة التي يحملنا بها الروح القدس نحو الرب يسوع لا تتوقف أمام شخص المخلص. وقد رأينا ذلك من قبل: فلأننا هياكل للروح القدس الذي هو روح الجسد الكلي للمسيح, لذلك فنحن نصبح أعضاء المسيح. وهكذا إذ نحن مندمجون في جسده نكتشف أن هذا الروح القدس نفسه يحرك هذا الجسد بجملته. وهكذا نجد أن إرادة وعمل الإله المتجسد موضوعة تحت قيادة الروح القدس. وقد أرسل الرب يسوع روحه القدسعلى البشر لكي يوحدنا في هذه القيادة وفي هذا الإلهام لأنه بقدر ما يدخلنا الروح القدس في عمق المسيح وبقدر ما يجعلنا ندخل إلى أعماقه بقدر ما نشعر أن الروح القدس هو روح الرب يسوع كما جاء في سفر الأعمال.

وقد أعلن المسيح بنفسه في مجمع الناصرة ” روح الرب علىَّ” (لو21:4)، كما أن كل حياة الرب يسوع تدور أحداثها بإرشاد وقيادة الروح القدس.  فقد حبل به من الروح القدس” (لو35:1). الروح القدس هو الذي ” يقتاده” (مت1:4)، وهو الذي يخرجهـ كما قيل في موضع آخر بأكثر قوة إلى البرية ليجرب من الشيطانويسوع  يتهلل بالروح” (لو21:10). وسبق أن تكلمنا عن نزول الحمامةأثناء عماد الرب يسوع. كما قدم نفسه ذبيحة فيآلامه بواسطة الروح القدس[*](أنظرعب14:9). 

ولا يكشف لنا الكتاب المقدس صورة الحمامةوهي تستقر على الصليب حيث ذُبِحَ حمل الفصح الحقيقي, ومع ذلك نجد أن الفن المسيحي في القرون الأولى للمسيحية يبرز هذا الموضوع ولكن نظرًا لأن الرب يسوع كان شديد الحساسية ومستجيبًا لأبسط وأقل إيحاءات الروح القدس، فهل يمكننا أن نشك أن الروح القدس كان يرشده ويعضده في كل مرحلة من مراحل الصليب؟ وأخيرًا …. وربما نحن لا نتذكر ذلك بدرجة كافيه ـ فقد أعلن القديس بولس أن الآب السماوي قد أقام يسوع من بين الأموات بالروح القدس (رو11:8). إننا نقابل الروح بكل ملئه في الرب يسوع. ذلك لأن الحياة التي يبثها فينا الرب يسوع هي نفسها الحياة التي ينعشنا بها الروح القدس ويوجهنا بها في المسيح يسوع.

———————
[*] وعلاوة على خدمة الروح القدس في آلام الرب يسوع ألا نستطيع أن نتحدث عن آلام الروح القدس؟ (مع ما يجب أن نتخذه في ذلك من إحتياطات وتمييز). ألا نستطيع أن نقبل فكرة استمرار آلام الروح القدس في عالمنا الخاطئ كلما يحجب إثم من آثامنا صوت الروح القدس. وكلما أغلقنا قلبنا على إيحاءاته الرقيقة، وبغير ذلك نكون قد أفرغنا كلمات بولس من كل مضمونها الإيجابي لا تحزنوا الروح (أف30:4) ولا تطفئوا الروح (1تس19:5). أو على الأقل نكون قد أضعفناها بطريقة غريبة. وهنا نلمس الموضوع العميق جدًا والمعقد جدًا الخاص بتألم الله. فإذا كان الكمال الإلهي ينفي فكرة الألم بالمعنى البشري من الناحية السلبية كانتقاص للكيان كما أنه ينفي فكرة الحرمان أو الاغتصاب المفروض، فهناك لاهوتيون محدثون (حتى من هم أتباع توما الأكويني) لا يستبعدون فكرة إمكانية التألم الإلهي بمعنى يفوق المستوى البشري. فالإله يتعرف على آلام البشر من الداخل“: وتجد جميع صور الكيان، بما فيها القيود والألم، تجد جذورها في كيانه دون أن يقتل ذلك من كيانه. أنه فعل لا يُفرض على الله ولكن الله يأخذ على عاتقه ألم العالم بإرادته وحده. وإذ يأخذ هذا الألم على نفسه فإنه بذلك يقوم بعمل حر من أعمال سيادته وهذا لا ينتقص شيئًا من كماله الإلهي.
وقد يخلق الحب الإلهي بمحض حريته ألمه الخاصه. وقد تجعل الوحدة الإلهية الألم والنصرة يحدثان بآن واحد. وقد يكون الألم المغلوب المستنير المتجلي هو الوسيلة ذاتها التي يحقق بها الله نصرته. فإذا قلنا إن الله يتألم فليس معنى ذلك أننا نفكر في تعبيرات الألم البشري بل أن نعتقد أن هناك شيئًا مافي الله يتفق مع ألم الخليقة ولكن بطريقة متعالية وغير منطوق بها.
———————
من كتاب الحمامة تشهد للحمل – الأب ليف جيلليه.
————–

للعودة لبداية الحديث

↓↓ أضغط على الصورة ↓↓

أَمَّا الرَّبُّ فَهُوَ الرُّوحُ – الأب ليف جيلليه

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed