×

كيف نبني أنفسنا على الإيمان الأقدس (2) _ الأب متى المسكين

كيف نبني أنفسنا على الإيمان الأقدس (2) _ الأب متى المسكين

10701997_10152827418524717_8977196115317355873_n-7-150x150 كيف نبني أنفسنا على الإيمان الأقدس (2) _ الأب متى المسكين

أولاً: الأخطاء الروحية والعثرات الواضحة والانزلاق في الخطايا والزلات، إنْ علناً، وإنْ سرًّا:

هذا أول عَرَض من أعراض اهتزاز الإيمان والافتقار لمفاعيله، لأن أول مفاعيل الإيمان هو قطع دابر العثرات والخطايا، مِن: كذب وسرقة وتزييف وتحايُل، ومكر وخداع وغش، ولف ودوران في الكلام لإخفاء الحقيقة، وتزكية الذات؛ وهذه كلها من نشاطات الشيطان الذي يكون قد استولى على النفس واستعبدها لاتجاهاته، وبالتالي ركبها كمطيَّة يُسيِّرها في الظلام بعيداً عن النور حتى لا يُشرق عليها نور المسيح! وحتى يستبدّ الشيطان بها أخيراً ويجرَّها وراءه ويلقيها في جهنم مثواه هو وكل جنوده وأعوانه ومريديه.

فالآن، احذر أيها الإنسان المسيحي أن تنساق وراء هذه العثرات والخطايا. قِفْ وقفة أسدٍ وارفض أن تكون مطية يمتطيها الشيطان، فقد دُعِيَ المسيح: “الأسد الخارج من سبط يهوذا”، وأتباع المسيح يلزم أن يكونوا أسوداً شديدي البأس والبطش بكل أعمال الشيطان، وإلاَّ فلماذا الصليب الذي ذُبِح عليه المسيح لكي يظفر بالشيطان وكل أعماله؟ فاعلم من الآن أن الشيطان منهزم تحت رجليك بصليب المسيح: » وإله السلام سيسحق الشيطان تحت أرجلكم سريعاً. نعمة ربنا يسوع المسيح معكم. آمين. «(رو 20:16)

ولكن كيف يتدخل المسيح بنعمته في حياتك ليسحق لك الشيطان تحت رجليك سريعاً؟

بإيمانك بالمسيح، إيمان التشبث القلبي بالدعاء، بالصراخ، بالصوم، بالصمت وترديد اسم يسوع المسيح ليل نهار، حتى يهرب منك المجرِّب الذي يودُّ أن يُخرِّب حياتك من البداية. واعلم أن هذا الكلام من جهة الكذب والسرقة والغش والمكر والخداع، لا يليق بالشباب البالغ الناضج، فهذه تكون فضيحة لأن هذه الخطايا خاصـة بالأولاد الصغار وبالأطفال في القامة الروحية الذين يحتال عليهم الشيطان في غياب مَنْ يُعلِّم ويؤدِّب ويُربِّي. ولكن ما عذرك أنت وقد صرتَ شاباً أو رجلاً. فاعلم تماماً أن هذه النقيصة تحجب عنك صفة الرجولة، بل تلغي منك كلمة “مسيحي”!!! فالمسيحي إنسانٌ قد غلب الشيطان وتركه ليس مغلوباً تحت رجليه. هل تقبل أن تكون تلميذاً أو مريداً أو عوناً للشيطان للكرازة بأعماله وسط الناس؟ أنت ابن للمسيح الذي ذُبِح ليُحرِّرك نهائياً من سطوة الشيطان الكذَّاب وأبي كل كذَّاب، القتَّال للناس منذ البدء. واعلم أن الإيمان بالمسيح وبصليب المسيح من القلب كفيلٌ أن يسحق الشيطان تحت رجليك بكل أعماله وأفكاره وأوهامه وشهواته وملذَّاته القاتلة.

وعليك أن تفهم وتعي وتتأكد أن الذي يُخطئ ضد وصايا المسيح هو الإنسان العتيق الذي أماته المسيح على الصليب وأعطاك بقيامته إنساناً جديداً، خليقة روحية جديدة منتمية للمسيح ومن جسده. وهبها الله لك لتحيا بها هنا وفي السماء على أن تحفظها كحدقة عينيك من الشيطان وكل أعماله لتؤهَّل بها أخيراً للجلوس مع المسيح عن يمين الله. فماذا أنت فاعل إن كنت تستهين بهذه الخلقة الجديدة وتخطئ بها وتفسدها وتُملِّك
فيها الخطية وتستعبدها للشيطان بعد أن حرَّرك منه المسيح ومن كل أعماله، ووهبك قداسته وطهارته وبرَّه وحياته الأبدية؟ فأنت مدعو اليوم لمقاومة الإنسان العتيق فيك: اجحده، احتقره، ازدري به، أو كما يقول بولس الرسول: » أَقمع جسدي وأستعبده «(1كو 27:9)، وأربط فكرك وأعضاءك بصليب المسيح ولا تتهاون مع الخطية. فالمسيح يقول: إن أعثرتك عينك فاقلعها أو يدك فاقطعها وألقها عنك، بمعنى المقاومة حتى الدم أفضل من أن تودي بك إلى جهنم. إلى هذا الحد ينصحك المسيح أن تكون رقيباً ومؤدِّباً، منتهراً لنفسك وجسدك، لأنه بدون قداسة لن تستطيع أن ترى الله (عب 14:12). فمَنْ أراد أن يسير في نور المسيح، يلزمه أن يجحد الظلمة وأعمالها. وافهم واعلم أن المسيح أعطاك نعمة وشركة في قيامته وحياته وبنوَّته، فأنت ابن النور!

أُشير عليك أن تلبس صليباً فوق قلبك ليُذكِّرك أنك قد وضعت نفسك لخدمة الحق والصدق والأمانة والإيمان الحسن!

وإنْ زلَّ لسانك أو فكرك بكذب أو غضبتَ أو شتمتَ، اكتب خطيتك واعترف بها للكاهن حتى يعطيك حلَّ المسيح وغفرانه وبركته، فيُقدِّس نفسك بالحق!

——————————
مقتطفات من كتاب:
كيف نبني أنفسنا على الإيمان الأقدس” الأب متى المسكين,
توضح ثمار الروح كما كانت فى حياة ابينا القديس.

لمتابعة هذا الكتاب الهام في بناء نفوسنا

في الجزء الثالث

↓↓ أضغط على الصورة ↓↓

كيف نبني أنفسنا على الإيمان الأقدس (2) _ الأب متى المسكين

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed