ٌالمولود أعمى ومعمودية القيامة من الموت – م. مجدي أنيس
↓↓ لسماع العظة ↓↓
+ قراءات الكنيسة في الصوم الكبير تغمرنا بالكثير من المعانى الروحية العميقة التى تؤكد تجديد طبيعتنا فيه, وعلى سبيل المثال وليس الحصر: نيقوديموس, والمولود أعمى, وسفر طوبيا (معناه: البصيرة), أليشع وإقامة أبن الأرملة من الموت وهذا الجزء مرتبط أرتباط وثيق بالمعمودية, وكذلك شفاء نعمان السرياني بعد أن غطس 7 مرات في نهر الأردن, هذه هى المحاور الروحية الهامة التي تنبهنا الكنيسة لها.
+ عنوان خطاب بابا صادق: “المسيح دعانا من الموت – الذى هو حياة الجسد – إلى حياة أبدية هى حياة الروح”, وتاريخ الخطاب 21 مارس 1964م. هذا الخطاب مرتبط أرتباط مباشر بمفاعيل المعمودية في حياتنا.
+ مقدمة الخطاب تشمل: البركات والسلام والمسرة لأبناء الميلاد الثاني بالمعمودية من الماء والروح القدس.
+ المؤمنين كالسمك الذى يولد في الماء, ويحيا في الماء, ولا حياة له على الأرض, هكذا الذين لا يعرفون إلا الروح القدس, ولا ينقادون إلا به. هؤلاء وحدهم هم المتمتعون بحق ميلادهم الثاني!
+“اِحْسِبُوهُ كُلَّ فَرَحٍ يَا إِخْوَتِي حِينَمَا تَقَعُونَ فِي تَجَارِبَ مُتَنَوِّعَةٍ“يع 1: 2, فإن شدة التجربة في تناسب طردي مع حب المسيح لنا, لكي ندرك هذا الحب بأحاسيسنا وتقديرنا لأهمية خلاصنا في فكر الله, ليشعرنا بحبه لنعود فلا نحيا لحظة دون أن يكون هو وحده ملء الفكر والعقل والقلب والوجدان والحس. وحينئذ يكون لنا الفرح الدائم الذي لا ينزع منا حسب وعده الصادق الأمين.
+ البراجراف الاول (الجزء الأول) من الخطاب تحدث عن: “قوة المعمودية في إنساننا الجديد”, وتحدث الابراجراف الثاني عن: “دخول الله فينا من خلال التجارب”. أما الجزء الثالث فقد: “ثبت لنا فرح المعمودية الذي ينبع من الحب الإلهي لنا”.
+ في الحب الإلهي تعمل كل الأمور معاً للخير, وليس خير منه هو وحده وحبه, أي نرى المسيح فينا وحبه.
+ “وَقَالَ لَهُ: «اذْهَبِ اغْتَسِلْ فِي بِرْكَةِ سِلْوَامَ» الَّذِي تَفْسِيرُهُ: مُرْسَلٌ، فَمَضَى وَاغْتَسَلَ وَأَتَى بَصِيرًا.” (يو 7:9). وقد ذكر أبونا متى المسكين وأيضاً بابا صادق أن أسم “مُرْسَلٌ“ هو للأشارة للمسيح, أي أتعمد في المسيح, أي أنه لا عطية خارج عن المسيح.
+ محبة المسيح فينا تغلب الموت, حقاً محبته أقوى من الموت, أليست محبته لنا هي التي سحقت الموت على الصليب, وسحقت كل قوات الشر عنا, محبته تطرح الخوف خارجاً. بهذا نغلب في محبته لنا.
+ المرأة الشنومية هي التطبيق العملي لأختبار “المحبة أقوى من الموت”, وهذا هو نفسه أختبار من يأخذ المسيح كحياة ليحيا بمحبته وفرحه وقوته ليغلب الخوف والموت.
+ وماهو المطلوب مننا لكى نتمتع بهذه القوة الغالبة للخوف والموت؟
المطلوب هو أن نؤمن ونثق في قوته الغالبة للموت, وهذا الإيمان هو الرفض للأستسلام للأحساس بالموت فى التجارب والضيقات وفي الجسد أيضاً حينما نكون مرضى وغير قادرين, لنقوم سريعاً من أي حالة ضعف رافضين أي أستسلام للأنحصار في التجربة لأن الذي فينا هو الأقوى من أي أحساس بالضعف والنقصان وصغر النفس. وبهذا نغلب إيماننا في محبته لنا, لأن المسيح أعطانا ذاته حياة.
+سؤال: لماذا يكون لنا كل هذه السعادة ولا نشعر بها؟
الإجابة: لأننا أموات!! والميت لا يتجاوب مع الحياة!!
سؤال: وهل تعلموا لماذا نحن أموات؟
الإجابة: لأننا عدنا لإنساننا القديم, الإنسان الطبيعي, إنسان الجسد والعالم, لأننا لم نعد روحيين بعد.
نعم .. لا يوجد حياتين رهبانية وأخرى علمانية منفصلتين, لأن قلب الإنسان واحد في كل البشر, فوحدة الحياة هي واحدة في كل زمان وفي كل مكان. لذا فالعقل لا يرى سوى الأختلاف الوظيفي الثقافي بحسب التنوع المكاني والزماني, أما القلب فلا يري ما يراه العقل, لأنه مانح الإتحاد وسبب إتحاد النقيضين, لأنه لا يعمل إلا بالحب, فبالحب يرى ويفكر ويتصرف ويحيا, ولولا أسبقية القلب على العقل ما أستطاعت الكرازة تحقيق أمتدادها الكبير والسريع في كل أرجاء المسكونة, المتباعدة والغير متجانسة حقاً في أختلافاتها الوظيفية والإجتماعية في كافة ربوعها.
فوحدانية الحياة الإنسانية تلزمنا بعدم تقسيمها ولا تجزئتها, وإلا تفتتنا نحن ذاتنا, فتظهر أزدواجية طبيعتنا وخلقتنا على السطح, لينتصر الجسد بشهواته ومتطلباته الكثيفة, فنحيا لنأكل ونشرب لأننا غداً نموت!
وبناءً على حقيقة طبيعة الحياة الواحدة … تظل بيوتنا مدداً لشيهيت, ويظل شيهيت على قمة الرقى الروحى, ميزاناً لجميع القلوب الصادقة التى تطلب الحق الإلهى والإرتقاء السمائى!