شرح ايقونة “السلم”
شرح ايقونة “السلم“
رُسمت هذه الأيقونة في القرن الثاني عشر في دير القديسة كاترين في جبل سيناء, حيث كان القديس يوحنا السلمي رئيساً للدير.
والأيقونة تحمل عدة عناصر أراد الفنان أن يجسد فحوى كتاب “السلم“ للقديس الدرجي, فالأيقونة تحاكي الكتاب بدرجات السلم الثلاثين التي تنقلنا الى الحياة السمائية.
اولاً: في اعلى درجات السلم شيخ وقور هو القديس يوحنا السلمي نفسه, كما صوره الرسام وكما تبين الكتابة بقرب الرسم, والملاحظ ان الرسام لم يضع هالة القداسة حول رأس القديس يوحنا السلمي. ليشير الرسام الى ان القديس كان يسعى الى الوصول الى الله في شخص يسوع المسيح الموجود في الهالة الزرقاء في اعلى السلم مشدداً ومستقبلاً له, وقد بقي امام الدرجي ثلاثة درجات من السلم فقط.
والمطران الذي بعد القديس يوحنا هو مطران الدير واسمه انطونيوس وكان رئيس دير سيناء في القرن الحادي عشر وذكر ذلك قرب صورته. وأيضاً كان يسعى لبلوغ اعلى السلم وملاقات يسوع.
وفي اسفل الأيقونة مجموعة رهبان من دير جبل سيناء يتأملون في صعوبة هذا السلم ويشككون في امكانية العبور به الى الله.
وعلى السلم مجموعة اخرى من الرهبان قد بدأوا بجهد لصعود درجات سلم يوحنا, ويبدو ان البعض منهم يستميله الفكر الشرير, ويوقع به في الشك أو الشهوات أو أي خطيئة من الخطايا. فيصور الرسام الشياطين تسقطه وتسحبه بخطّاف كأنه صنارة كبيرة فيجذب الساقطين الى فم التنين.
ولكن البعض الآخر يتابع غير مهتم لكل اغراءات الشياطين ويصعدون السلم بثبات كامل.
وفي اعلى الأيقونة لجهة اليسار كوكبة من الملائكة تراقب الصاعدين, ونرى وجوههم تنظر في كلاً من الأتجاهين لأنها تساند جميع الصاعدين بلا تميز فهي تساند المبتدأين كما للمتقدمين. إلا أن بعض الوجوه حزبنة لسقوط البعض في الخطايا, وخسارتهم لقاء الرب والفوز الأخير.
وهم لا يتدخلون في حركة المجاهدين على السلم, لأن التغلب على التجارب هو بحرية الإرادة الكاملة, لأنه قرار وسعي شخصي للراهب أو للمؤمنين عامة. ولكن الملائكة تساعد الجميع بصلواتهم لتؤازرهم وتشجعهم من أجل الأستمرار لمتابعة الصعود.
———————
تابع شرح الأيقونة وأعماق فكر القديس يوحنا السلمي
↓↓ أضغط على الصورة ↓↓
Share this content:
إرسال التعليق