ختان المسيح _ القديس كيرلس السكندرى الكبير
+ منذ فترة وجيزة رأينا عمانوئيل مضطجعاً كطفل في المذود وملفوفاً بشكل بشري في الأقماط، ولكنه مُجِّد كإله بتسابيح جمهور الملائكة القديسين، لأنهم بَشَّروا الرعاة بميلاده، إذ أن الله الآب قد منح لسكان السماء الامتياز الخاص بأن يكونوا أول مَن يُبشِّر به. واليوم أيضاً نراه مطيعاً لقوانين موسى، أو بالأحرى قد رأينا ذاك الذي هو المُشرِّع يخضع لقوانينه التي شرَّعها. والسبب في هذا يُعلِّمنا إيَّاه بولس الحكيم جداً بقوله: «لمَّا كُنَّا قاصرين، كُنَّا مستعبَدين تحت أركان العالم. ولكن حين جاء ملءُ الزمان، أرسل الله ابنه مولوداً من امرأة، مولوداً تحت الناموس ليفتدي الذين تحت الناموس» (غل3:4 -4).
+ لذلك فالمسيح افتدى من لعنة الناموس أولئك الذين بوجودهم تحت الناموس كانوا عاجزين عن تتميم قوانينه، وبأيِّ طريقة افتداهم؟ بتتميم الناموس، أو بعبارة أخرى: إنه لكي يُكفِّر عن ذنب معصية آدم، فقد أظهر نفسه مُطيعاً وخاضعاً من كل الوجوه لله الآب عِوَضاً عن معصيته، لأنه مكتوب: «كما بمعصية الإنسان الواحد جُعِلَ الكثيرون خطاةً، هكذا أيضاً بإطاعة الواحد سيُجعَل الكثيرون أبراراً» (رو19:5).
+ لذلك فقد أحنى عنقه للناموس مشترِكاً معنا، لأن هذا ما استلزمته خطَّة الخلاص، لأنه هكذا يليق أن يُكمِّل كل بِرٍّ، لأنه إذ قد اتخذ صورة عبد، قد حُسِبَ بين أولئك الخاضعين للنير بسبب طبيعته البشرية.
————————————–
عيد الختان: تفسير القديس كيرلس، إنجيل لوقا، العظة الثالثة.
Share this content:
إرسال التعليق