أنتصاراتنا هى أنتصارات المسيح بنا على كل تجارب الشيطان
يؤكد م. مجدى أنيس على العلاقة الوثيقة بين التجربة على الجبل وبين الأمتلاء من الروح القدس, لإنه حينما أمتلئ يسوع من الروح القدس, ذهب إلى البرية, لنعاين نحن أنتصاراته على الشيطان وتجاربه.
– يشرح ذهبى الفم سر أنتصارنا فى المسيح فى عدة مواضع تفسيرية مختلفة هكذا:
( مع كونه أبناً خاصاً للإله الغير مبتدئ. قد أحتمل أن يدعى أبناً لداود. لكى يجعلك أنت أبناً لله. لقد أحتمل أن يصير العبد “داود” أباً له. لكى يجعل السيد الرب أباً لك أيها العبد. تيقن أنك أنت يا ابن آدم ستصير إبناً لله. فليس جزافا أو باطلاً قد وضع نفسه لهذا الحد. إلا إنه كان ينوى أن يرفعنا معه إلى فوق. فانه قد ولد بحسب الجسد لكى تولد أنت بحسب الروح.)
– أمتلاء المسيح من الروح القدس كان لحسابنا، من أجل إمكانية إمتلاء البشرية من ذات روح الرب فيما بعد.
– فقد أعتمد المسيح لأجلنا، لأننا قد أعتمدنا فيه.
– ليس هذا يعنى بأننا قد صرنا أقنوم إلهى، ولكن هذا حقنا فى أن نشترك فى كل المخصاصات التى للإبن، التى أعطاه الله الآب إياها من أجلنا لنشترك معه بالروح القدس.
– حق كل معمد أن يعيش فى ملء الروح القدس، فيقوده هذا إلى ضرورة الدخول إلى تجارب البرية، لنعاين بالأختبار العملى نصرة المسيح على الشيطان من أجلنا.
– خداع معاصر مقتداه أن الشيطان هو عبارة عن أفكار الإنسان وغرائزه التى تتحرك فيه. وميوله للخطية والضعف.
– الشيطان قوة مشخصه موجوده بالفعل والواقع وليس هو مجرد خيال وتصور وهم الإنسان. وليس هو الحالة التى تتواجد فيها النفوس المريضة.
– هذا التصور الخاطىء لحقيقة الشيطان هو يشكل الإنحراف الواضح عن مفهوم الأنجيل، وهذا هو المفهوم الغربى، فهم لا يرون وجود لحقيقة الشيطان فى الواقع، لذا فهم يرجعون أعمال الشيطان إلى أمور نفسانية أنسانية.
– وهذا للأسف يشكل الإتجاه المضاد للأنجيل المقدس.
– نحن مدعوين لغلبة بل لسحق الشيطان، لأن المسيح هو المنتصر الساكن فينا.
– الأختبار فى البرية يقود للجوع “الصيام” وهذا يعدنا لتناول الطعام الباقى المعد لنا “المن”.
– نسحق الشيطان لأننا كنا فى المسيح يسوع حينما غلب وسحق الشيطان.
– التجربة الاولى: هى تجربة تخص أعوازنا وحاجاتنا، فياتى الشيطان يجربنا بها. (2 ولما تمت جاع اخيرا. 3 وقال له ابليس: «ان كنت ابن الله فقل لهذا الحجر ان يصير خبزا». 4 فاجابه يسوع: «مكتوب ان ليس بالخبز وحده يحيا الانسان بل بكل كلمة من الله».)
– الغرائز التى أخذها المسيح لا تتحرك فيه للباطل على الإطلاق.
– وهذا هو سبب لنصرتنا على ضعفنا وغرائزنا لنتغيير لتلك الصورة عينها.
– التجربة الثانية: هى رفض الإرادة الذاتية حتى الصليب. وهى أختبار بالإدعاء الباطل بأمكانية أعطائنا كل سلطان العالم إن سجدنا له. (5 ثم اصعده ابليس الى جبل عال واراه جميع ممالك المسكونة في لحظة من الزمان. 6 وقال له ابليس: «لك اعطي هذا السلطان كله ومجدهن لانه الي قد دفع وانا اعطيه لمن اريد. 7 فان سجدت امامي يكون لك الجميع». 8 فاجابه يسوع: «اذهب يا شيطان! انه مكتوب: للرب الهك تسجد واياه وحده تعبد».)
– فى هذه التجربة يجب التمسك بعطايا الله لنا فى أبنه, ووصاياه حتى الصليب.
– فلننتبه إذن لأن كل العالم المحيط بنا, قد صار رافضاً للصليب, ورافضاً لتحمل الآلام من أجل المسيح, وهذا ينعكس سلباً على شركتنا فى المسيح.
– فلنختبر أنفسنا لئلا نرفض الصليب فى حياتنا نحن أيضاً, لنشابه العالم فى أنكار الصليب.
– التجربة الثالثة: العظمة. (9 ثم جاء به الى اورشليم واقامه على جناح الهيكل وقال له: «ان كنت ابن الله فاطرح نفسك من هنا الى اسفل 10 لانه مكتوب: انه يوصي ملائكته بك لكي يحفظوك 11 وانهم على اياديهم يحملونك لكي لا تصدم بحجر رجلك». 12 فاجاب يسوع: «انه قيل: لا تجرب الرب الهك».)
– فحينما ينجح الأنسان فى كل التجارب السابقة, يبدأ هو فى عقد أختبار لله ذاته, ليحاول قياس مدى مساندة الله له فى كل شئ, فينسى أو يتناسى الإنسان أصول حياته الروحية التى هى من الله ليبدأ القيادة هو فيختبر الله, فيتعظم الإنسان بذاته فيسقط!
– ننجو من تجربة العظمة والأعتداد بالذات بشركتنا فى أتضاع المسيح, وكما أخلى المسيح ذاته, يعطى لنا ذات الأتضاع والنصرة بأتحادنا به.
– يجب أن نتأمل جيداً كلمات المسيح البسيطة ليوحنا المعمدان “أسمح الآن”!! فهى تؤكد إتضاع المسيح الذى وهب لنا نحن أيضاً بأتحادنا به فى المعمودية.
لسماع المحاضرة:
Share this content:
إرسال التعليق