مُكَمَّل الناموس _ الأب متى المسكين
مُكَمَّل الناموس
الأب متى المسكين
((كان الناموس يصرخ عاجزاً لا يستطيع أن يطيَّب قلب الخاطئ ولا يرد الأثيم عن إثمه, لم يكن في يديه إلاَّ عقوبة الموت. وكان معروفاً -كما هو عند السامرية- أن المسيَّا لما يأتي يرد عجز الناموس ويرد كل شئ. والقديس متى أدركَ هذا للغاية وقدم المسيح على أنه هو المسيَّا مُكَمَّل الناموس وصانع الخلاص الكُلّي.
وكلمة “يُكَمَّل” الناموس تعني يجبر نقصانه ويٌكَمَّل عمله وأسبابه ويعطيه سلطانه الغافر والمصالح والمريح, الأمور التي كان الناموس عاجزاً عنها.
كان الناموس هو القاضي الذي يحكم بالإعدام بمقتضى الناموس (القانون) ولم يكن هو الحاكم والملك, فجاء المسيح الملك ليحكم فوق الناموس بالعفو الملكي, ليرفع الخطية والموت ويعطي الحياة الأبدية التي عجز الناموس حتى عن إدراكها. والمسيح عبر عن ذلك أقوى تعبير حينما قال: “ابن الإنسان هو رب السبت” (مت 8:12), أي رب الناموس وملكه وسيده. الناموس خادم التدبير الإلهي والمسيح هو رب وصاحب التدبير, نير الناموس نير عبودية, ونير المسيح هين وحمله خفيف, يحرر من خطية وموت وكل عبودية “فإن حرركم الابن فبالحقيقة تكونون أحراراً” (يو 36:8). والمسيح لمَّا أراد أن يرفع مِنْ قدر الناموس ويكمَّله كمَّله بكلمة واحدة “المحبة” فهي كمال الناموس, والمحبة هي الوصية الأولي والعظمي, والمسيح كان هو المحبة.))
————————
دراسة وتفسير وشرح إنجيل القديس متى _ الأب متى المسكين ص 113
————————
وهذا بالضبط ما تحتفظ به لنا الليتورجيا, ففي القداس الغريغورى:
((أنت يا سيدي حولتَ لى العقوبة خلاصاً كراع صالح سعيت في طلب الضال، …. أدبتني بكل التأديبات المؤية إلى الحياة، أنتَ الذي أرسلتَ لي الأنبياء من أجلي أنا المريض، أعطيتني الناموس عوناً أنت الذي خدمت لي الخلاص لما خالفت ناموسك، …… وباركت طبيعتي فيك وأكملت ناموسك عني))
Share this content:
إرسال التعليق