القديس الشهيد أغناطيوس الثيؤفورس الأنطاكي
(القديس أغناطيوس المتوشح بالله النوراني) *
وُلد أغناطيوس حوالي عام 30 م.، قيل أنه نشأ في سوريا. يرى البعض أنه الطفل الذي حمله السيد المسيح مقدماً إياه مثالاً للتواضع (مت 18: 2-4).
وإذ رأى الرسل فيه غيرته المتقدة رسموه أسقفاً على أنطاكية، وقد اختلف البعض في شخصية من سامه، فيرى البعض أن الرسول بطرس سام أفوديوس على اليهود المتنصرين, والرسول بولس سام أغناطيوس على الأمم المتنصرين. وأنه لما تنيح الأول تسلم أغناطيوس رعاية الكنيسة بشطريها. على أي الأحوال فقد أتسم القديس بغيرته على خلاص النفوس فكسب الكثير من الأمم للسيد المسيح.
وضعه لنظام التسبحة:
قيل إنه رأي في رؤيا الملائكة وهى تسبح ممجدة الثالوث القدوس، فنقل النظام الذي لاحظه إلى الكنيسة الأنطاكية، حيث أنتشر بعد ذلك إلى بقية الكنائس.
وقال الشهيد الأسقف أغناطيوس مخاطباً شعبه:
[صلوا ألا يوهب لي إحسان أعظم من أن أقدم لله, مادام المذبح لا يزال مُعدًا…
أطلب إليكم ألا تظهروا لي عطفاً في غير أوانه، بل أسمحوا لي أن أكون طعاماً للوحوش الضارية، التي بواسطتها يوهب لي البلوغ إلى الله. أنني خبز الله. أتركوني أُطحن بأنياب الوحوش لتصير قبراً لي. ولا تترك شيئًا من جسدي، حتى إذا ما متّ لا أُتعب أحداً، فعندما لا يعد العالم يرى جسدي أكون بالحق تلميذاً للمسيح].
فأبحر بالسفينة من سميرنا إلى ترواس، من ترواس أبحر إلى نيوبوليس، ثم فيلبي، ثم أخيراً إلى منطقة بورتيس, حيث التقى بالأخوة الذين أمتزج فرحهم برؤيته بحزنهم لإنتقاله. قابلهم بكل محبة سائلاً إياهم أن [يظهروا المحبة الحقيقية ويتشجعوا].
فجثا على ركبتيه, وصلى لكي يوقف الله موجة الأضطهاد عن الكنيسة، وأن يزيد محبة الأخوة لبعضهم البعض.
أخيراً أسرع به الجند إلى الساحة، وأطلقت الوحوش ليستقبلها بوجه باش، فوثب عليه أسدان ولم يبقيا منه إلا القليل من العظام.
جمع المؤمنون ذخائره وأرسلوها إلى كنيسته بأنطاكية. تعيِّد له الكنيسة في 7 شهر أبيب.
ومن أقوال القديس الخالدة وهو يشرح الإيمان لكنيسة عصره هكذا: ( “الأفخارستيا” هى “جسد مخلصنا يسوع المسيح”, وأن “كسر الخبز” هو “دواء الخلود”, مؤكداً أن كسر الخبز والأفخارستيا هما “جسد الرب ودمه الذي هو دواء الخلود”.
———————————-
*- كتاب “قاموس آباء الكنيسة وقديسيها مع بعض شخصيات كنسية” للقمص تادرس يعقوب ملطي.
*- القمص تادرس يعقوب ملطي: الشهيدان أغناطيوس وبوليكاربس، 1964م.
Share this content:
إرسال التعليق