×

ما فعلوه لا يتصوّره عاقل…

ما فعلوه لا يتصوّره عاقل…

ما فعلوه لا يتصوّره عاقل…

“جميل” من ذوي الاحتياجات الخاصة

شباب صوّروه وهو يغرق

وهم يضحكون وتركوه يموت!!!

يبدو أنّ الإنسانيّة انعدمت، مراهقون قاموا بتصوير رجل من ذوي الاحتياجات الخاصّة وهو يغرق في بحيرة في فلوريدا وكانوا يسخرون ويضحكون، من دون أن يمدّوا يد العون لإنقاذه؛ والمؤسف أنّ الشرطة أبرأتهم!!!

في 9 تموز، غَرِقَ جميل دن (32 عاما) في بحيرة بمدينة كاكاو في ولاية فلوريدا وقد سجل المراهقون الواقعة المأساوية بكلّ برودة أعصاب، في حين كان دن يستغيث ويصرخ من أجل إنقاذه؛ ولم يُعثَر على جُثّته إلا بعد ثلاثة أيّام.

يُظهِر الفيديو الذي سمّته الشرطة مُزعِجاً جداً اللحظات الأخيرة للرجل، وقد انتشر على مواقع التواصل الاجتماعي بعد أن عُثِر على الجثّة.

بدأ يُصارِع الموت، يُحاول الاستغاثة للمساعدة ولكنّ المراهقين كانوا يُصوّرون ويضحكون ولم يتّصلوا حتّى بالشرطة. اكتفوا بالضحك طوال الوقت بحسب المتحدث باسم إدارة شرطة كاكاو ايفون مارتينيز.

في الواقع، إنّ الحقيقة أعمق من ذلك بكثير، بل ومثيرة للقلق للغاية.

فهذه الحادثة تكشف مَن نحن؟! وإلى أين نسير؟!

إن الثقافة الحديثة لا تأبَه بالحياة! ولا تُشفِق! ولا تَحتَرِم كرامة الإنسان! بل تُعلّم ببساطة الشباب على أنّه يُمكن الاستغناء عن الحياة. وهي من دون جدوى. يمكن تجاهل نداء وحاجة الجار إلينا، فنحن لا نتحمّل أي مسؤولية تجاهه.

“لا تهمّنا الحياة ولا الموت!”  هذه هي ثقافة الأنعزال, التي تُشجّع على العنف, وتُطَبِّع الإباحية, وتتيح التحرّش الجنسي.

لتتّضح الرسالة أكثر فأكثر: فالحياة رخيصة وبلا قيمة! ومهما حدث مع غيرنا، فنحن لا ذنب لنا فيه!

تحمل إلينا مثل هذه الوقائع الحقيقية الف برهان ودليل, لنتأكد بأن هناك خلل ما في المنظومة التربوية التعليمية الحديثة, والتي يكشف عوارها مثل هذه الأحداث, ليفضح أفكار شباب صغار المفترض فيهم نقاوة القلب وأرتقاء العقل.

وإن قارنت حالنا اليوم المدعو ظلماً بالحضاري, وحال أجدادنا لأدركت الفارق العظيم بينهما, والهوة السحيقة التى هزت بل دمرت إنساننا الداخلى الراقي بغياب المسيح وتعاليمه من حياتنا, فأين حقيقة عضويتنا جميعاً في جسداً واحداً, جسد واحد يضم جميع جيراننا ليضعنا في مسؤلية مشتركة لبناء علاقات محبة أجتماعية لتقدم حضاري حقيقي راقي.

إلا ان هذا الواقع الأجتماعي المرير سيضعنا في حذر دائم من الثقافة الحديثة! والتي لا تعترف بأنسانية الجماعة المحبة, لتحطمها لحساب أنانية الفرد الواحد وأحتياجاته المادية وغرائزه وأهوائه.

فلنكن على حذر دائم من مكر أبليس وأعوانه حينما يلبس ثوب حضارة ليست له ورقى يدعيه!

فلنكن على حذر من خداع حضاري يستمد شرعيته من تقدم تكنولوجي وحسب, وإلا شابهنا العالم وآلاته! وهمومه البالية الغير باقية! والتى فقدت أصولها الإنسانية الحقة, التي أوجدها الله لكى تشابهه. فالإنسان الذي يفقد انسانيته لا يستطيع ان يكون صورة الله!!

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed