×

المولود أعمى خلقتنا الجديدة فى المعمودية (اجتماع الخدمة – فيديو)

المولود أعمى خلقتنا الجديدة فى المعمودية (اجتماع الخدمة – فيديو)

أنجيل يوحنا الأصحاح التاسع: (1 وفيما هو مجتاز راى انسانا اعمى منذ ولادته، 2 فساله تلاميذه قائلين:«يا معلم، من اخطا: هذا ام ابواه حتى ولد اعمى؟». 3 اجاب يسوع:«لا هذا اخطا ولاابواه، لكن لتظهر اعمال الله فيه. 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. 5 ما دمت في العالم فانا نور العالم».)

– يشير المهندس مجدى أنيس إلى فكر البابا كيرلس الكبير, وكما ذكر بأن سؤال تلاميذ المسيح عن خطية المولود اعمى قبل ولادته, تكشف عن مدى انتشار الغنوسية فى زمان المسيح, فهو الفكر الوثنى اليونانى القديم القائل بتناسخ الأرواح, ففى هذا المعتقد الزائف يعود الناس الأشرار بعد موتهم للحياة مرة أخرى فى أجساد جديدة للتكفير عن خطاياهم السالفة.
-وهذا  المفهوم الغنوسى الفلسفى يتفق وللأسف مع الفكر اليهودى الذى يؤكد بأن الله يفتقد ذنوب الأباء فى الأبناء حتى الجيل الرابع. تث 9:5 (افتقد ذنوب الاباء في الابناء وفي الجيل الثالث والرابع من الذين يبغضونني )
– أما فكر القديس كيرلس الكبير فقد أكد على أن الأعتقاد المسيحي يختلف تماماً عنهما, فهو يؤكد على رحمة الله التى شملت كل الأجيال الحاضرة والسالفة أيضاً, فأفتقاد الله لذنوب الأباء فى الأبناء, أنما هو لتصحيحها وشفائها, فهى فرصة الرحمة الموهوبة للبشر حتى الجيل الرابع, فهى أعلان رحمة الله المُمتدد عبر كل الأجيال حتى أعماق التاريخ.
-(3 اجاب يسوع:«لا هذا اخطا ولاابواه، لكن لتظهر اعمال الله فيه.) والسؤال  … كيف تظهر أعمال الله فيه؟ ويجيب القديس كيرلس الكبير  بأجابة تربط زماننا بزمن المسيح فى شقين كأعلان صلاح الله لكل الأجيال وحتى نهاية الدهور:
– الشق المباشر: شهادة كل المحيطين بالمولود أعمى وشهادته هو نفسه, انما تؤول لمجد أسم الله بظهور عمل الله كخالق.
– الشق العام: وهى الشق الممتدد إلينا نحن أيضاً, بظهور الحكمة الإلهية فى قانون التعويض للقدرات المفقودة بأمكانيات أخرى أكثر حساسية وأستجابة, والذى يظهر فى كل أخوتنا الذين يفقدون عمل أجزاء من أعضائهم الجسدية, فيعوضهم الرب بلطفه وحنانه بحساسية أكبر, وإمكانيات وقدرات أوسع فى بقية الأعضاء, فينبغون بأعمال وبحكمة يفتقدها الكثير من الأصحاء. فأى نقص فى الطبيعة الله يعوضه بحسب قانون التعويض الإلهى الذى وضعه ليظهر أعمال محبته لجميع الطالبين الرحمة و الخلاص,  فأعمال الله محبة ولابد لها أن تمتدد إلى كل نواحى الحياة الروحية والمادية الجسدية أيضاً, فلا فصل ولا تفتيت لوجودنا كما أستحسن الله له أن يكون!
– ( 4 ينبغي ان اعمل اعمال الذي ارسلني ما دام نهار. ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل. 5 ما دمت في العالم فانا نور العالم».) لا يجب فلسفة هذة الآية بحسب تحذير القديس كيرلس الكبير لنا, حتى لا نفقد بعدها الزمنى الخلاصى,  فعندما تجسد المسيح كان هو النور الحقيقى الذى أتى للعالم. ولا حديث هنا عن اى زمن أو لا زمن قبل التجسد, فلا يجب أعطاء الفرصة لفلاسفة الكلام لتشتيتنا بعيداً عن مجال التجسد والنعمة المذخرة لنا فى تجسد الأبن الحقيقى فى ملء الزمان.
– إن كلمة “النور” تشير إلى طبيعة الله, وكلمة “نور” بدون أداة التعريف إنما  تعنى عمل المحبة.
– أعمال الله مستمرة طوال الزمان, لتمتدد لحاضرنا,  فالمسيح هو نور العالم , إن عشنا متبعين نور كلمته فينا بالأنجيل.  
-(  4  ياتي ليل حين لا يستطيع احد ان يعمل.) بالنسبة لنا الليل هو الموت, حيث تتوقف فرصة عمل التوبة فى حياتنا. فلننتبهه يا أخوتى فالزمان مقصر!
– القديس كيرلس يذكر بأن المسيح قد شفا المرضى بطريقتين:
1- بالكلمة: قم وأحمل سريرك وأمشى!
2- باللمس: لأن جسد المسيح بسبب إتحاده باللاهوت الذى لا ينفصم, قد صار جسداً محيياً. وهذا مثبت بالحق تفل المسيح على التراب الذى صار شفاءً للمولود أعمى, بل صار خلقاً جديداً له! وقد سمح الله بطريقة الشفاء هذه لكى نتأكد نحن أننا نتناول فى الأفخارستيا جسد أبن الله الحىّ.
– (6 قال هذا وتفل على الارض وصنع من التفل طينا وطلى بالطين عيني الاعمى. 7 وقال له: «اذهب اغتسل في بركة سلوام» الذي تفسيره: مرسل، فمضى واغتسل واتى بصيرا.)  “سلوام” تعنى “المرسل” وهى إشارة مستيكية بالحق من المسيح للمولود أعمى, بأنه لكى يشفى لابد له أن يغتسل فى سلوام أى المرسل أى المسيح! وهذا هو السبب الذى جعل الكنيسة الأولى تخصص أنجيل المولود أعمى لقراءته فى أحد التناصير.
– الخدمة الناجحة ليست هى مجرد سرد للقصة الأنجيلية, فهذا يستطيع فعله الكثيريين, ولكن الخدمة الحقيقة هى ربط مفاعيل الأسرار المقدسة بحياة المخدومين وبكشف علامات الأنجيل, التى قد وضعها روح الرب ليقد نفوسنا إلى مرابض الخضرة وجداول المياة.

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed