×

أبناء الآب وشركاء المسيح

أبناء الآب وشركاء المسيح

Magdi_anis أبناء الآب وشركاء المسيحإن أنتشار الأرهاب في كافة أنحاء العالم, بحسب كل الشواهد السياسية في عالمنا المعاصر, إنما تؤكد أقترابنا من حرب عالمية ثالثة بين القوى العظمى, والتي ستكون الحرب الأخيرة المدمرة التي ستأتي على الأخضر واليابس, لينتهي العالم بأيدي البشر أنفسهم, وهذا يتماشى تماماً مع كل نبوات الكتاب المقدس.

وهذه الرؤية المستقبلية الواضحة يؤكدها المهندس/ مجدي أنيس بخطاب هام جداً من بابا صادق من ستينات القرن الماضي.

فبابا صادق روفائيل كان دائم الربط بين ظهور العذراء مريم بكنيستها بالزيتون 1967م, وأحداث نهاية العالم المنتظرة الأكيدة, فالعذراء مريم قد جاءت لمصر في المجئ الأول, وها هي تظهر مرة أخرى بها, لتشهد على شهادة المسيح للأمم من مصر, لأعلان قرب نهاية العالم والمجئ الثاني. وهذا لا يدفعنا لليأس والتشاءم, بل إلى الثقة بقدرة الله على خلاصنا, لينجينا من كل التجارب والضيقات حتى نعزى الآخرين أيضاً.

س1: لماذا ستستمر الذبيحة المقدسة حتي نهاية العالم؟

الإجابة: أولاً: إن استمرارية الذبيحة الإلهية العجيبة التي تُرفع عن خلاص العالم حتى النهاية, إنما تؤكد بأن المُلك للمسيح وحده حتي نهاية العالم.

ثانياً: نحن نقدم القرابين التي هي منه وإليه, (نقدم لك قرابينك من الذي لك, على كل حال, ومن أجل كل حال, وفي كل حال). فالقرابيين هي نفوس أولاد الله, والتي في القداس نقدمها له, ونقدم قبلها أنفسنا أيضاً كذبيحة حب بلا رياء, مذبوحين من أجل أخوتنا, كأعضاء حية في شركة الجسد الواحد القائم على المذبح.

وهكذا تستمر الذبيحة الإلهية طالما كان هناك أولاداً لله في طريقهم إليه, أما حينما تَكمُلَ سحابة شهود أولاد الله, سترفع الذبيحة وينتهي العالم.

فأولاد الله موجودين بالعالم من أجل شهادة له بحياتهم التي في المسيح, فهم بالحقيقة يحيون دائماً به وإلى الأبد, لأنهم هم فيه وهو فيهم, لأعلان حياة النصرة والغلبة على الجسد والعالم ورئيس العالم.

إن التناول من الأسرار المقدسة هي فقط للغالبين كما جاء في سفر الرؤيا 2: 17 (مَنْ يَغْلِبُ فَسَأُعْطِيهِ أَنْ يَأْكُلَ مِنَ الْمَنِّ الْمُخْفَى). الغالب يعني إنه غالب للجسد واتعابه وللعالم وشهواته. وسوف تستمر هذه الغلبة والمكافأة التي هي التناول من الأسرار الإلهية, حتى يقل عدد الغالبين فترفع الذبيحة من العالم لينتهي العالم.

وهكذا يتأكد لنا بأنه حيّ وغالب فينا, وإن أستمرار وجود العالم بحسب رأفة الرب, إنما يعطي الفرصة الكاملة للمكافأة الحقيقية لأولاده, فهو بالحق يعطي لهم حياته في قيام ورفع الذبيحة, لأنه مع أولاده الغالبين من أجل دينونة العالم العادلة.

المسيح هو الكل وفي الكل, لأنه هو معنا في الذبيحة المقدمة على المذبح, التي هي ذاته, فهو مقدمها, كما إنه هو هو الذي تقدم إليه.

الوحدة بين المؤمنيين والمسيح, كالوحدة بين الجسد والدم, كوحدة الثالوث القدوس. لذا فهذه الوحدة تنتقل إلينا بفعل الجسد والدم الذي لنا, ليعطينا حياة المسيح والوحدة معه. وهذا يتأكد لنا بأشتراكنا الفعلي والعملي في حياة المسيح الواحدة, التي تجعلنا واحداً معه, فيما نحن نصنع ذكر آلامك وقيامتك وصعودك. وهذا المجد لا يدركه إلا من يعيشون بالقداس, لأن هذا لا يتم فينا إلا بحلول الروح القدس, الذي نسقط على وجوهنا من بهاء عظمة مجده غير المنظور ولا المنطوق به.

س2: هل تعتقد بأن حلول الروح القدس وفاعليته قاصراً على تقديس القرابين وتحويلها إلى جسد ودم حقيقيين؟ تاركاً الذين قدموا القرابين بلا تقديس وبلا فاعلية حياته فيهم؟

الإجابة: نعم الروح القدس يقدس القرابين من أجل أبناء الله, لذا فهو يقدسهم أيضاً, وإلا فكيف تتم لهم الشركة!!

ولأجل إنتشار الجدل العقلي في هذا الزمان يعتقد البعض بأن التقديس فقط هو للقرابين. ولكن هذا ليس من حق الحياة التى لنا في المسيح. فالروح القدس يقدسنا أيضاً بحلوله فينا من أجل الوحدة في جسد ودم المذبوح من أجلنا, لذا فشركتنا هي في الثالوث القدوس, وإلا كيف نخلص؟!

وهذا هو عمل الروح القدس المعلن في الذبيحة الحقيقية, ليحول القرابين إلى جسد ودم حقيقيين, وفي ذات الوقت يبدأ بعمل التجديد والتغيير المستمر في النفوس بأعداد البذرة في القلب, لتنمو من سر اتحاد النفس الواحدة بالله إلى إتحاد بالأخرين أيضاً, وهكذا تتكون كنيسة المسيح بعمل الروح القدس لأنها هي بالحق جسده.

س3: متى يجوز لى التناول ومتى لا يجوز؟

إجابة السؤال بسؤال كمثال تأكيدي للتوضيح:

عندما كان موسى النبي يصعد إلى الجبل, هل كان يصعد بمفرده أم مع الشعب؟

إذ كان غير ممكناً للشعب أن يقترب من الجبل دون أن يكون طاهراً وإلا موتاً يموت!! فكيف يمكن أن يصعد على الجبل؟! لذا بالطبع كان موسى يصعد وحده. بل وكان وحده يدخل في السحاب. لماذا؟! لأنه كان رمزاً للمسيح. وما كان ممكناً للشعب أيضاً رؤية بهاء وجه. فكان يضع برقعاً عليه. هذا البرقع هو رمز لتجسد الله الكلمة. ولذلك صار ممكناً للشعب الإتصال بإلهه ومخلصه شخصياً, بل والإشتراك في طبيعته فعلياً.

إذاً الشعب كله بذهابه للكنيسة لا يقف أسفل الجبل كما كان سابقاً, بل هناك “في الكنيسة” يضع الله نفسه من أجلهم آخذاً شكل العبد, أي شكل كل الجنس البشري, ليقدم نفسه للبشر عن البشر, لنتحد به نحن ونراه لنحيا به وفيه من الآن وإلى الأبد, لنصعد معه إلى الجبل بلا حجاب يفصل بيننا وبينه, لأنه بتجسده صار لنا حياة وصرنا نحن من لحمه وعظامه.

لا يمكن أن يقال إن الشعب يقبلون دعوته لكي يرفضون شركته؟؟!! لأننا في قبولنا لدعوته بالشركة في القداس الإلهي, وسجودنا لحلول روحه القدوس علي القرابين وعلينا أيضاً, ننهض من سقوطنا على وجوهنا, لنقوم كما من الموت موت ذواتنا, لنقوم بتجديد لحياة هي حياة المسيح فينا, فنحيا ليس بذواتنا ولذواتنا من بعد, بل بالروح القدس الذي حل فينا لمجد بنوة أسمه القدوس.

س4: هل الجسد يتغير بالمعمودية؟ أم يظل كما هو بلا تغيير؟

الإجابة: مع إن الجسد لا يتغيير في الظاهر بالمعمودية, فهو يظل كما هو في حالة ضعفه, بدليل أمراضه الكثيرة وتحوله لتراب, إلا إنه يتحول إلى آلة بر بسبب إتحاده بالروح القدس المجدد.

لأن تغيير الجسد بالكامل سيكون له في المجئ الثاني, بأعلان يسوع المسيح الإله المتجسد دياناً عادلاً للعالم, فالجسد يتمتع بعربون تجديده في المعمودية, وينال أيضاً تجديد دائم لإرادته نحو الصلاح في كل مرة يتناول من سر الأفخارستيا جسد ودم حقيقي لعمانوئيل إلهنا. ففي كل مرة نسجد فيها أمام الجسد المحيّ, الذي نوشك على أستقباله, فنسجد طارحين طبيعتنا الجسدية الضعيفة, لنتجرد منها بإلقائها من كياننا على الأرض, أستعداداً لقبول الجسد الإلهي.

الإيمان الفعال: هو الذي يتحول لحقيقة التصديق في التو, ليتحول إلى تعزية فعلية فعالة للتنفيذ, لأعلان عربون التعزية لجميع العالم, لأعلان حقيقة التغيير في كل مرة نسجد فيها للأرض, لنطرح عنا طبيعتنا القديمة, لنتمتع بعربون تجديد الجسد الدائم, وشركته المقدسة بالروح القدس التي وهبت له في الأفخارستيا.

لنقوم معه وفيه وبه, لأنه لا قيام لنا في المسيح إلا به, فهو حياتنا وهذه هي حقيقة القيامة التي تعلنها لنا الكنيسة بالحل والغفران لجميع طالبيه في القداس الإلهي.

وهذا هو الإيمان الفعال الذي كان يتمتع به بابا صادق دائماً طوال حياته على الأرض, إيماناً للتصديق الواعي الفعال للشركة الحقيقية التي لنا في الطبيعة الإلهية, نفساً وجسداً بالمعمودية والتناول. لتصير نفوسنا وأجسادنا حية بروح الإبن الحقيقي فينا, لتُصَيرنَا أبناءً لله أبيه.

وهكذا في سجودنا وقت الأعتراف, نعترف بأننا مصلوبين للعالم, والعالم مصلوب لنا. مصلوبون بالمصلوب الحيّ فينا, حتى كما سلك ذاك, نسلك نحن أيضاً به في طريق الجلجثة حتى بلوغ الموطن السمائي. آمين

لسماع المحاضرة كاملة:

Share this content:

إرسال التعليق

You May Have Missed